كانت تتمشى على الكورنيش البحري في القلمون عندما زلّت قدمها وسقطت على "السنسور". ساعة وهي تصارع الموت من دون أن ينتبه إليها أحد، إلى أن جاء الفرج ولاحظ رجل أنها عالقة بين الصخور. هي نعمة ح. التي انتشلت بالأمس من أحضان الموت، ونقلت إلى مستشفى هيكل بسبب إصاباتها البالغة والمتعددة.
ما قبل الكارثة
اعتادت نعمة (71 سنة) ابنة القلمون القيام يومياً برياضة المشي على الكورنيش البحري. فمعلمة الرياضيات التي ربّت أجيالاً تقاعدت منذ سنوات، اتخذت حياتها منحىً جديداً أساسه الرياضة الصباحية، لكن في الأمس لم تسر الأمور كعادتها. شرح زوجها عبد الرزاق لـ"النهار": "اتصلَتْ على هاتف المنزل عند الساعة السادسة صباحاً. عندما أجبت كان الاتصال قد انقطع. عاودت الاتصال بها، إلا أن هاتفها كان مغلقاً. لم أتوقع أنها في تلك اللحظة وقعت، وأن مكروها أصابها. اعتقدت أنها غيّرت رأيها ولا تريد التحدث".
وأضاف "صدمت عندما علمت أن شريكة حياتي السيدة الفاضلة المحبوبة من جميع طلابها وكل من عرفها مرّت بكل هذه المعاناة، وها هي الآن في المستشفى تخضع لعملية جراحية في كتفها، كما ستخضع لعملية في فكها المكسور، كما أن أسنانها تحطمت، عدا عن كسر حوضها".
ساعة بعشرات السنين
مختار القلمون سموح عبيد كان أول من أنقذ نعمة. وبحسب ما شرحه لـ"النهار" أوضح "قصدت شقيقي في الأمس الذي يمتلك مركباً في البحر، وما إن وصلت حتى أطلعني شخص أن سيدة عالقة بين الصخور، سارعت لأجد نعمة في حالة يرثى لها، اتصلت بغرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة الذي حضرت عناصره على الفور". وأضاف "سألتها عن سبب سقوطها، أجابتني أنها كانت تتحدث على الهاتف، لا تعلم ما حصل بعدها وكيف وقعت، وأنها ربما أصيبت بدوار، لتستيقظ بعدها وتجد نفسها بين الصخور. ساعة وهي تستغيث من دون أن يسمع نداءها أحد، فقد كان الوقت باكراَ جداً".
وكانت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة أصدرت بياناً في الأمس جاء فيه "في يوم الثلاثاء 9 كانون الثاني 2018، تعرّضت امرأة لحادثة سقوط على الكورنيش البحري في القلمون وارتطمت بالصخور، ما أدّى إلى إصابتها بعدة كسور وجروح؛ وقد عمل جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية على إسعافها ونقلها إلى مستشفى هيكل للمعالجة".