وأشار الكاتب الى أنّ التدخّل الإسرائيلي يأتي مع توقع انتهاء الحرب السورية والتي ستغيّر ميزان القوى السياسي والعسكري في المنطقة، ويدلّ على المخاوف الإسرائيلية من اقتراب انتصار الأسد.
ولفت الى أنّ الحكومة الإسرائيلية عقدت عددًا من الإجتماعات في الأيام الأخيرة، لمناقشة كيف عليها الردّ على اليوم الآتي بعد الحرب السوربة، عندما يبسط الأسد سلطته مجددًا، وتوسّع إيران نفوذها في سوريا. وذكّر بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أنّ السياسة الإسرائيلية تمثّلت بمنع "حزب الله" من نقل الأسلحة من سوريا الى لبنان.
وقال الكاتب إنّ إسرائيل نفّذت أكثر من 100 غارة ضد مخازن أسلحة ومصانع عسكريّة لحزب الله والجيش السوري خلال السنوات الست الماضية. ورأى أنّ الغارات الإسرائيلية هي دليل على أنّ تل أبيب تحاول أنّ تتكيّف مع التطورات الجديدة في سوريا في العام 2018، فمع اقتراب انتهاء الحرب السورية، تعزّزت قوة كلّ من حزب الله والجيش السوري، ويمكن أن تواجه قواتهما إسرائيل.
واعتبر الكاتب أنّه لا يمكن القول إنّ الحرب السورية انتهت كليًا، ولكنّ نجاح تحالف "حزب الله"، إيران وسوريا والقوات العراقية، يعني أنّ ميزان القوى في المنطقة يتمايل ضد إسرائيل.
ولفت الى أنّ الجيش السوري تقدّم من دون مقاومة كبيرة باتجاه إدلب، من خلال هجوم شنّه الأسبوع الماضي. وبحسب التطوّرات فإنّ الأسد يستعيد السيطرة على مناطق للمرة الأولى منذ 2011.
وتتخوّف إسرائيل من عودة الجيش السوري الى مناطق في جنوب سوريا، قريبة منها. ولهذا السبب جرى الإتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على ألا يقترب حزب الله وإيران مسافة 25 ميلاً من الحدود الإسرائيلية مع الجولان.
ويريد الإسرائيليون ألا يحصل "حزب الله" على ترسانة صواريخ طويلة المدى يمكن أن تصل الى إسرائيل، وبرأي الكاتب فلا مصلحة لدى الطرفين بالذهاب الى حرب ستكلّف الكثير من الدمار، مثل ما جرى في حرب تموز 2006.
وختم المقال بالقول: "ليس من لضرورة أن تكون الغارات الإسرائيلية نذيرًا لصراع أو حرب عسكرية واسعة، ولكنّها تدلّ على أنّ إسرائيل لا تريد أن تبقى على الهامش في الحرب السورية، وتريد أن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة".