تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث سيعلن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل موقف بلاده فيما يتعلق بالتزام إيران بالإتفاق النووي وبناء عليه التزام الولايات المتحدة أو الخروج منه.
وقبيل هذا الموعد يسود الحذر الأسواق المالية الإيرانية وهناك حالة من التشائل (التفاؤل - التشاؤم) عند الناشطين الاقتصاديين في إيران حول موقف الرئيس الأبيض المفاجئ الذي يرى بأن الاتفاق النووي هو أسوء الاتفاقات التي يعرفها حيث أنه أتاح ويتيح لإيران فرصة لإستعادة قوتها العسكرية ودعم حلفاءها في المنطقة.
وليس هذا هو السبب الوحيد لإمتعاض ترامب من الاتفاق النووي بل الأسوء هو أن الاتفاق النووي يمثل إنجازًا لإدارة اوباما وهذا هو السر الرئيس في معارضة ترامب هذا الاتفاق، وبعد اخفاقه في تمزيق الاتفاق النووي والخروج منها بذل ترامب جهدًا مستميتًا لاستبدال اتفاق جديد به ولما رأى ان حلفاءه الأوروبيون وخاصة المشاركون منهم في صنع الاتفاق النووي ليسوا مستعدين للمفاوضة مع إيران لعقد اتفاق جديد أو بالأحرى هم يائسون من قبول إيران بتغيير الاتفاق النووي بعد إبرامه أمميًا عاد الرئيس ترامب الى مشروع التعديل في الإتفاق عله يتمكن من ترك بصمته عليه ليثبت بأنه هو صاحب القرار وليس ملزما بتنفيذ ما وقع عليه سلفه الأسود الرئيس أوباما.
إقرأ أيضًا: أمريكا تستغل الإحتجاجات للخروج من الإتفاق النووي
وخلال شهور ماضية أظهر ترامب بأنه لن يرضى بالإتفاق النووي بصيغته المعترفة أمميًا واذا لم ينجح في تعديله أو استبداله فإنه يفضل الخروج منه وهذا ما اكد عليه رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يوم أمس للسفراء الأوروبيين لدى الكيان المحتل محذرًا الدول الأوروبية من عدم انصياعهم لترامب حيث ان من المحتمل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بحال عدم تعديله.
وفي المقلب الإيراني هناك تحذير من مغبة خرق الإتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة، وأكد كمال خرازي وزير خارجية إيران الأسبق والذي يترأس حاليًا المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية على أن "عدم تمديد أمريكا تجميد العقوبات ضد إيران هذا لا يعني إلا خرقها له وخروجها عنه" وفيما يتعلق بالموقف الإيراني حيال خرق الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي قال خرازي إننا" سنرى كيف يواجه الأوروبيون سياسة ترامب حيث إنهم لو يرفضوا الرضوخ للقرار الأميركي سيكون الوضع مختلفًا عما اذا اتبعوا سياستها ويعيدوا العقوبات".
وأضاف خرازي بأن "إيران تبقى ملتزمة بالإتفاق النووي طالما تتمتع منه واذا حرمت من الفرص التي أتاحها لها الإتفاق النووي فليس هناك داع لبقائها في الاتفاق".
إقرأ أيضًا: الإحتجاجات في ايران: قائد الحرس الثوري يتهم أحمدي نجاد
وبينما اتخذ خرازي موقفا معتدلا تجاه خرق الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي يؤكد المعاون السياسي لمكتب الرئيس روحاني مجيد تخت روانشي على أن" إيران جاهزة لأسوء الاحتمالات وخططت له وأن الرد الإيراني السريع سوف يفاجئ الولايات المتحدة".
وأضاف روانشي بأن "من الصعب جدا التنبؤ بقرار ترامب نظرا لأنه رجل المفاجآت وغير قابل للتنبؤ".
يبدو أن موقف إيران الحقيقي هو ما أعلنه المعاون السياسي للرئيس وليس ما أعرب عنه وزير خارجية إيران الأسبق.
إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه إلغاء الإتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة وخلافًا للأوهام الأميركية فإن إيران ليست ضعيفة ولا تعاني من هشاشة الاوضاع الداخلية ولديها أوراق لم تكشف عنها بعد، فما هي تلك الأوراق التي ستثير استغراب الولايات المتحدة؟ لا شك في أن أولى تلك الأوراق إغلاق المنشآت النووية أمام أي تفتيش دولي واستئناف التخصيب بشكل يكسر رقمًا قياسيًا.