"كان يدهن درج المبنى الذي يقطنه عندما فتح باب المصعد وسقط داخله... كان على رافعة "ونش" لتنزيل بضاعة عندما قطعت البكرة ووقع"؛ روايتان متناقضتان عن الحادث الذي أودى بحياة الشاب باسل محمد زعرور، لكن الخبر الأكيد أنه قاوم ما يزيد على أسبوعين قبل أن يستسلم في الأمس معلناً رحيله الى الابد عن الدنيا وأوجاعها.
العائلة تنفي الشائعات
"منذ نحو 15 يوماً كان باسل الذي يعمل في محل للخردوات إضافة الى كونه دهاناً، يطلي درج المبنى الذي يقطنه، وعلى الرغم من انه يعلم ان المصعد فارغ فتح بابه وقد شاء القدر ان يسقط داخله" بحسب ما قاله شقيقه وسيم لـ"النهار". في حين قال أحد ابناء حبوش مسقط رأس والدة باسل حيث سكن فيها منذ نعومة أظفاره "كان الشاب الاربعيني في دوام عمله عندما صعد على ظهر ونش لإنزال بضاعة على علو أمتار، كسرت البكرة وحدث ما لم يكن في الحسبان" هذه الرواية رفضها شادي حلال حيث كان يعمل باسل قائلاً في اتصال مع "النهار": "ما يتداوله البعض مجرد شائعة، كان باسل في المبنى حيث منزله يدهن إحدى الطبقات عندما سقط مفارقاً الحياة".
إعلان الاستسلام
أياً يكن ما حصل، فإن النتيجة واحدة، اصابة باسل ابن بلدة النميرية، الشاب الرياضي والوالد لاربعة ابناء بكسور في حوضه، الامر الذي استدعى نقله الى مستشفى غسان حمود. اياماً قاوم الموت أياماً، ظن انه غلبه، خرج من المستشفى وكله أمل انه سينتصر على الاصابات ويعود الى الحياة كما كان، لكن للاسف فاجأته جلطة قبل بضعة ايام، سارعنا وادخلناه الى مستشفى النبطية الحكومي، هذه المرة قاوم حتى صباح الأمس قبل ان يستسلم للموت".
"في غمضة عين خطف باسل من حضن والدته التي كرست حياتها لتربيته وشقيقه بعد وفاة والده وهو في عمر السنتين، لا كلمات تعبر عن هول مصابها، فهي اعتبرته سندها في الحياة قبل ان يرحل من دون سابق انذار" يقول جاره حسن، مضيفاً "كما تربى صاحب الابتسامة التي لا تغيب يتيماً كتب لابنائه أن يسيروا مرغمين على نفس الطريق بعدما فارقهم الحبيب".