في تقريره، انطلق الموقع من زيارات ماكرون ولقاءاته، معتبراً أنّه حقّق إنجازاً بعدما أفضت دعوته المشير خليفة حفتر إلى باريس في حزيران السنة الفائتة إلى قطع وعود بإجراء انتخابات في ليبيا.
ورأى الموقع أنّ ماكرون أظهر قلة خبرة ديبلوماسية في تشرين الأول الفائت عندما حذّر واشنطن عقب سحبها ثقتها من الاتفاق النووي الإيراني من اتخاذ خطوات تصعيدية إزاء طهران، وأعرب في الوقت نفسه عن قلقه كما الولايات المتحدة من برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
أمّا في لبنان، فأوضح الموقع أنّ ماكرون لعب دور الوسيط في الأزمة الإقليمية التي اندلعت في تشرين الثاني، فسافر إلى أبو ظبي والرياض بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بشكل مفاجئ وضغط على المسؤولين الإماراتيين والسعوديين للسماح له بالتراجع عن قراره، على حدّ قوله.
إلى ذلك، تحدّث الموقع عن سعي ماكرون إلى تعزيز علاقاته مع بلدان أخرى، لافتاً إلى أنّه زار الجزائر في كانون الأوّل الفائت وشدّد على حاجة البلدين إلى بناء مستقبل جديد.
وبعدما هدأت التوترات بين ألمانيا وتركيا السنة الفائتة، حرصت باريس على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع أنقرة من أجل الحفاظ على اتفاق الهجرة الذي أُبرم بينها وبين الاتحاد الأوروبي مع تركيا إلى حدّ ما، وفقاً للموقع.
تباعاً، ذكّر الموقع باستضافة ماكرون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كانون الأول الفائت، حيث أعلن دعمه له ورفضه القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي أوائل كانون الأول، زار ماكرون قطر، على الرغم من مقاطعتها خليجياً، ووقّع اتفاقات تقدّر قيمتها بـ12 مليار دولار، بما فيها اتفاق لبيع الأسلحة للدوحة، ودَعَمَ الكويت في جهودها التوسط للأزمة الخليجية، حسب ما أورد الموقع.
وبناء على تحركات ماكرون هذه، رجح الموقع أنّ تعاني فرنسا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، متخوفاً من أنّ السعودية وإيران ستواصلان إذكاء النزاعات بالوكالة في البلدان الكائنة بينهما بغض النظر عن "أجندة" الرئيس الفرنسي.
وحذّر ماكرون من أن يكون لبنان هدفاً أساسياً لهذه الاستراتيجية، نظراً إلى أنّ السعودية تعتبر أنّ حليف إيران في البلاد، "حزب الله"، يشكّل تهديداً بالنسبة إليها.
وفي فلسطين، نبّه الموقع إلى إمكانية دفن عملية السلام إلى الأبد وجعل الحرب بين الإسرائيليين والفلطسينيين أمراً حتمياً، ما لم تحقق شراكة فرنسا الناشئة مع السلطة الفلسطينية تقدّماً.
وختاماً، رأى الموقع أنّ فرنسا ستتمتع بهامش حرية أكبر لحل الأزمات في الشرق الأوسط، وذلك بسبب حضورها الخجول في الشرق الأوسط مقارنة مع القوى الأجنبية الأخرى، مثل الولايات المتحدة.