من منا لم يضطر يوماً أن يلجأ الى "السرفيس" ويعتمد عليه كوسيلة تنقل، إذ يعتبر "السرفيس" في بيروت طريقة سهلة للتجول في أرجاء المدينة لا سيما في ظل الزحمة المرورية اليومية وفي عدم وجود أماكن كافية لركن السيارات.
لكن سائقي الأجرة في لبنان حالة خاصة لا يمكن ان تصادفها في أي مكان آخر. فلا بدّ أن تواجهك عقبات يومية أو مغامرات غير متوقعة في حال استقللت إحدى سيارات الأجرة. فثمة السائق الذي يجول بك في كل الشوارع حتى يصل بك الى وجهتك المطلوبة أو "برمة العروس" كما يُقال. وهناك مَن يحدد سعر التوصيلة بحسب مزاجه فقد تصل الى خمسة آلاف، وآخر يسألك عن كل تفاصيل حياتك بحجة أنه يريد التحدث إليك وتمضية الوقت. ولا ننسى "المطروب" طوال الوقت أو ذاك "المتدين" الذي يريد نشرَ دينه على كل الركاب، أو الآخر ذو "العين البيضا" الذي "يجرد" الفتاة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها من غير أن ننسى الكلام المعسول الذي يترافق مع تلك النظرات. تلك اللائحة لا نهاية لها...
بعض السيدات لا يتجرأ أن يصعد مع هؤلاء المذكورين أعلاه لخوفهم من التعرض للتحرش والمضايقات، ولذلك ظهرت في الآونة الأخيرة نساء يقدن سيارات "سرفيس".
أغلب أصحاب سائقي الأجرة غير مؤهلين لهذ الوظيفة، فكثير من الآباء والرجال والشبان المحترمين يعتمدون على سياراتهم ليؤمنوا لقمة العيش لعائلاتهم، لذا ليس من العدل أن نشملهم بهذه الخلاصة التي قد تكون مجحفة بحقهم. وعلى رأي المثل: "المنيح بروح بضهر الوحيش".
لذا نسأل: أين دور الدولة من إنشاء وسيلة نقل عامة منظمة يثق بها المواطن، في ظل غيابها عن ضبط هذا التفلت؟ ألم يحن الوقت لتمسك بزمام الأمور وتطلق سيارات موحدة لهذه المهنة التي تشكل جزءاً هاماً من المواصلات في هذا البلد ككل البلدان المتطورة؟ مع أن تبقى هذه القلّة ضمن هذا المشروع وتبقى الألفان 2000 رمز "السرفيس".