شبح الموت على الطرق انتظر هذه المرة ابن بلدة المجادل علي شعيتلي في سان بيدرو- ساحل العاج. في لحظة خطفه في مشهد رهيب، بعدما انقلبت سيارته على الطريق السريع، طار منها ليصطدم بالارض لافظاً نفسه الأخير.
"موت سريع"
لم تكتب الحياة لعلي اكثر من 18 سنة، قبل ان يغلق كتاب عمره بحادث مأسوي مساء السبت الماضي وهو في طريق عودته الى منزله، وبحسب ما شرح خاله حسين لـ "النهار"، "أنهى علي عمله في زراعة الكاكاو استقل سيارته عائدا الى بيته، من دون ان يتمكن من الوصول بعدما اصطدمت مركبته بالرصيف، طار منها لنحو عشرة امتار، في حين انقلبت السيارة وتدحرجت لاربعة امتار". واضاف "فارق الشاب العصامي الحياة على الفور، صادماً الجميع بموته السريع"، لافتاً "الى الآن لا نستوعب ان من كان معنا قبل ايام سنحرم وجوده من اليوم فصاعداً".
أحلام في مهب الريح
في عائلة مؤلفة من شابين وفتاة ترعرع علي، "درس في لبنان عدة سنوات، قبل ان يعود ويلتحق بعائلته منذ نحو ثلاث سنوات في ساحل العاج، كان رجلاً على الرغم من صغر سنه، اراد مساعدة عائلته ومشاركتها في تأمين مصاريفها، دخل سوق العمل، لكن للاسف لم يستطع الاستمرار في تحقيق ما تمناه، غافله الموت من دون أن يعطيه فرصة لمقاومته، الضربة كانت قاضية، لم يتحملها، أطبق عينيه قبل ان يودع والديه" قال حسين، مضيفاً "خبر موته صدم الجميع، كانت عائلته بانتظار وصوله الى البيت وبدلاً من ذلك وصل خبر وفاته، لا كلمات تعبر عن هول المصاب، خسارتنا كبيرة لشاب لم تفارق الابتسامة يوماً وجهه، لا حدود لطموحه، خطط كثيراً لمستقبل زاهر، لكن القدر شاء ان يرحل قبل ان يحقق احلامه".
بلدة المجادل ارتدت ثوب الحزن، تنتظر قدوم جثمان ابنها عند الساعة التاسعة من مساء اليوم لتودعه الوداع الأخير عند الساعة الحادية عشرة من صباح الغد ويحضنه ترابها الى الابد، معلنة نهاية فارس لم تمنحه الحياة أن يصول ويجول على صهوة جواده، سقط فجأة وهو في مستهل الطريق.