مع إحتلال وسائل التواصل الإجتماعي ( فايسبوك ، تويتر إلخ ) جزء واسع من حياتنا ووقتنا ، برزت حالات إعتراض واسعة في أوساط اللبنانيين كان لها دور بارز في التجييش من أجل الحراكات الشعبية التي حصلت بعد أزمة النفايات.
لكن هناك مشكلة تبقى عصية على الفهم وهي أن اللبنانيين يبقون طوال ال 4 سنوات - مدة ولاية مجلس النواب - يعبرون عن غضبهم وإنزعاجهم من هذه الطبقة السياسية ويرددون عبارات ك " آخر مرة بنتخبهم " أو " تنقطع إيدي إذا بنتخبهم ".
وفجأة عندما يأتي موعد الإنتخابات نراهم أول من يجددون لنواب هذه الطبقة السياسية بحجج واهية كالخوف على مصير الطائفة وغيرها من التبريرات الفاشلة.
لا نقول هذا الكلام من باب التعميم والسلبية المطلقة، فلا شك أن منسوب الوعي السياسي لدى اللبنانيين إزداد في السنوات الأخيرة وهذا ما برز في نوعا ما في الإنتخابات البلدية.
إلا أنه منسوبه لا زال تحت خط التوقعات المرجوة خصوصا في ظل الإهانات اليومية التي يتعرض لها اللبناني وآخرها أزمة إنقطاع الكهرباء.
إقرأ أيضا : كرامتك أيها اللبناني بتغيير هذه الطبقة السياسية
نعم ، في العام 2018 لا تزال الكهرباء مقطوعة في العديد من المناطق اللبنانية ولا زال اللبناني يدفع فاتورتين للدولة وللإشتراك.
ولعل أزمة الكهرباء وغيرها من المشاكل تعتبر أكبر إهانة للشعب اللبناني كونها أبسط حقوقه ومع هذا تصر هذه الطبقة السياسية على إستحقار وإذلال اللبناني عبر تغييب حقوقه الأساسية.
وما يزيد من مرارة الأمر أن أزمة إنقطاع الكهرباء مرتبطة في مكان ما بالخلاف السياسي بين بعبدا وعين التينة وبالتالي الإهانة هنا مزدوجة.
فهل سيجدد اللبناني لنفس نواب هذه الطبقة السياسية الفاسدة في الإنتخابات المقبلة ؟ وهل إكتشف أخيرا حقيقتها ؟