تمهيد: الصلابة والجرأة
في مقابلة النائب سامي الجميل بالأمس مع الإعلامي جورج صليبي على قناة الجديد، أثبت الجميل مرّةً أخرى صلابةً في التزام خطّ المعارضة الجريئة للتّسوية الرئاسية التي أفضت للانحدار السياسي الذي يعيشه لبنان هذه الأيام في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
أولاً: السيادة وقيامة الدولة
أكد الجميل أنّ السيادة مفقودة وهيبة الدولة ضائعة، وآخر تجلّياتها ما جرى في جرود عرسال ومرتفعات رأس بعلبك ودير الأحمر، فقد تمّ الاستفتاء على دور الجيش اللبناني وتمرير التسويات من وراء ظهره في ظلّ غيابٍ تام لمجلس الوزراء، هذا المجلس الذي لا يجرؤ على مقاربة مواضيع سيادية واستراتيجية لا تمرّ مناسبة إلاّ ويخوض في صميمها أمين عام حزب الله، في حين يغرق مجلس الوزراء في مناقشة بنود هامشية، حتى إذا ما لامس مواضيع الخدمات الأساسية، فإنّه يفشل فشلاً ذريعاً في مشاكل النفايات والكهرباء والمناقصات والأزمات البيئية والسير والضرائب والهجرة والانتخابات وهلّم جرا.
إقرأ أيضًا: محمد فضل الله يستقيل من الوظيفة، وتلزيمات ملايين الدولارات تمرّ بسلام
ثانياً :محاربة الفساد
طوال المقابلة ظلّ الجميل مُصّراً على دوره الأساسي كنائب للأمّة في محاربة الفساد، من الوقوف بقوة (مع غيره طبعاً) بوجه صفقة بواخر الكهرباء التي فاحت روائحها الفاسدة قبل أن تبصر النور، إلى فضائح النفايات، وآخرها فضيحة تلزيمات النفط والغاز لشركة عارضة وحيدة بعد استبعاد إثنين وخمسين شركة (بخلاف ما تنُصّ عليه إجراءات المناقصة)، وعندما أعرب الجميل عن "مخاوف" فساد وسمسرات في هذه الصفقة، استدعاه وزير العدل لتقديم ما لديه من مستندات ودلائل، وكان واضحاً أنّ الاستدعاء يدخل ضمن التضييقات على حرية النائب خاصّة والحريات عامّةً.
ثالثاً: الحريات الإعلامية
في وجه وزير العدل صرخ الجميل بصوتٍ عالٍ: لن تكتموا أصواتنا المطالبة بمحاربة الفساد، لن تنالوا من مارسال غانم وفارس سعيد وبطرس حرب وسائر الناشطين الأحرار في صفوف الرأي العام، سنرفع أصواتنا لأنّ أيام "الوصاية" ولّت إلى غير رجعة، وسنرفع أصواتنا "بلا سقف" خلال الاشهُر الأربعة القادمة (الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات)، لأنّ الانتخابات هي التي يمكن أن تُغيّر في تركيبة السلطة السياسية وتحُدّ من غلوائها،و ذلك يتحقق بفضل إرادة الناخبين الأحرار.
سامي الجميل... رجل دولة على طريق النضوج ودرب الآلام والتضحيات.