اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل "ان الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله تحدث عن الدفاع عن لبنان وعن دور حزب الله في المنطقة والمعارك المقبلة "، متسائلا "أين هي الدولة اللبنانية من ذلك وهل تملك رأياً في الموضوع؟" مشيرا الى "انه من حق الشعب اللبناني أن يعرف ما هي إستراتجية الدولة في هذا الاطار وكيف ستتعاطى وما هو رأي الشعب بوجود طرف لبناني لديه إستراتيجية أخرى تختلف عن استراتيجية الدولة".
واعتبر الجميل في حديث تلفزيوني "انه عندما لا يتناول مجلس الوزراء القضايا السيادية المهمة مثل السياسة الدفاعية وكذلك الأمر بالنسبة للسياسة الخارجية ولا يناقش مجلس الوزراء ايضا القضايا المعيشية، فمن الطبيعي أن نصف مجلس الوزراء بأنه يعيش في عالم آخر ولا يرى ما يحصل من وراء النفايات أو الضرائب او أي شيء آخر"، مضيفا انه "في مواضيع الدفاع والسياسة الخارجية لا قرار للحكومة وفي المواضيع الانمائية صفقات وفضائح فضلا عن انهم افقروا الناس بضرائب دون دراسة وزادوا نسبة الفقر".
واعتبر الجميل "انّ من قرر بداية المعركة مع الارهاب ليست الدولة التي كانت غائبة عن المفاوضات ومجلس الوزراء تبلّغ بنتيجة المفاوضات فقط" متسائلا: "أين موقف الحكومة في ما خص زيارات المسؤولين الحزبيين الخارجين الى الجنوب واين اصبح التحقيق"، وأوضح "ان الحكومة كانت تنفّذ قرارات حزب الله في كل ما رافق معارك الجرود ما ادى الى سرقة انتصار الجيش اللبناني الذي كان حتميا وتمّ اجهاض انتصاره فأخرج المسلحون بباصات مكيفة، ومنع الجيش من الاحتفال بالنصر بعد اسبوع"، ولفت في هذا السياق الى "ان السيد نصرالله شرح مسار المفاوضات وكيف تمت والدولة اللبنانية لم تكن في الجو"، معتبرا ان "لا احد من الوزراء كان في الجو"، وأكد الجميل "ان كل ما يحاول فعله هو حماية الجيش لأن إنتصاره اختطف "، وكشف ان "مشكلتي مع حزب الله هي في تخطيه حدود حرية الآخرين".
وإذ شدد الجميل على "ان الهدف ليس خلق توتر أو توجيه الإتهامات بل قول الحقيقة، فهدفنا أن نعيش في هذا البلد مع كل اللبنانيين"، أكد "ان بناء لبنان يقوم على كل اللبنانيين وهناك حد أدنى من الإحترام لعقول الناس وللمؤسسات في البداية، وكل من يخرج عن منطق المؤسسات والقانون الدستور يكون لدينا مشكلة معه، وهنا تكمن مشكلتنا مع حزب الله وليس بسبب إنتمائه الطائفي أو رأيه السياسي بل في تخطي حرية المواطنين، ومشكلتنا معه سببها خروجه عن القانون"، واشار الى "ان على الرغم ان هناك العديد من النقاط المشتركة مع حزب الله بالنسبة إلى ملفات الفساد، لكن الحزب لا يقول داخل مجلس الوزراء ما يعلنه في مجلس النواب فيسكت عن الكثير من الأمور بسبب تحالفاته السياسية"، وأضاف اننا نريد أن نبني البلد مع حزب الله وجمهوره ولكن كيف نقوم بذلك دون مساواة لأن هناك مواطن يشعر بأنه درجة ثانية في البلد".
ورأى الجميل من جهة أخرى "ان موضوع مرسوم دورة عون يذكرني بإقرار موازنة العام 2017 من دون قطع الحساب"، معتبرا "ان هذا السجال سياسي وليس قانوني مرده الى وجود مشكلة بين الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري منذ الإنتخابات الرئاسية، في حين ان مشكلتي معهما أنه عند تأزم العلاقة بينهما يدفع المواطن الثمن كما هو حاصل في الكهرباء اليوم"، مشيرا الى "ان كل السلطة السياسية اليوم تعتمد نهج "مرقلي ت مرقلك" الذي عبر عنه أفضل تعبير رئيس الحكومة السابقة تمام سلام وهذا هو سبب خروجنا من الحكومة، ففي الدولة اللبنانية هناك نهج يتناقض مع مصلحة جميع اللبنانيين"، لافتا الى "ان لدينا فرصة للوقوف بوجه هذا النهج من خلال الإنتخابات النيابية المقبلة"، مضيفا "ان كل من يمنع أن يكون هناك محاسبة ويمنع تطوير البلد هو شريك بالجريمة والنهج الذي نحاربه نحن اليوم".
وكشف الجميل "ان اخر ما يريده حزب الكتائب هو أن يحمل السلاح من جديد لأنه تعلم من تجربته في هذا الاطار ويسعى إلى إفادة الآخرين من هذه التجربة"، مشيرا الى "ان أكبر خطأ ارتكبناه أننا كنا نقبل المشاركة في حكومات بوزير واحد"، شارحا "أنه بوزير واحد في حكومات متناقضة لا يستطيع هذا الوزير تغيير أي شيء على المستوى الكبير، لكن عندما شاركنا بثلاثة وزراء ساهمنا بتوقيف صفقات كبيرة، اما في نهاية المطاف فحصلت محاولات لمحاصرتنا وعندما شعرنا أننا لم نعد قادرين على التغيير خرجنا من الحكومة"، ورأى "انه لا توجد دولة في العالم لا تعتمد على جيشها ولو قام الجيش بواجباته في السابق لما كان حصل ما حصل في حين ان اليوم لدينا جيش قادر يجب ان ندعمه ونقويه كي لا نأخذ البلد إلى مشاكل إضافية، " وسأل: "لماذا لا نضع الخبرات التي لدى حزب الله والأسلحة النوعية التي يمتلكها بتصرف الجيش اللبناني ويكون الجيش هو الذي يقاوم، ونحن نريد أن نشارك بالدفاع عن لبنان كما نطالب بالشراكة في كل شيء"، موضحا " ان بالنسبة للكتائب لا نقاش حول موضوع إسرائيل فلبنان في حالة حرب مع إسرائيل لكن الخلاف حول كيفية المواجهة".
ولفت الجميل الى "اننا وقفنا ضد الضرائب في الشارع وفي المجلس الدستوري ونحن نلجأ الى المجلس الدستوري ومجلس النواب،" مشيرا الى "أننا مقبلون على تحركات أخرى لكن نحن لسنا جماعة إقفال طرقات " واعتبر "ان مشكلة الحياة السياسية في لبنان أنها تقوم على العلاقات الشخصية، لكن أنا مؤمن أن التخلي عن السيادة وعن حق اللبنانيين بالحياة الكريمة ليس الطريقة السليمة في إدارة البلد"، وفي ما خص الأزمة التي مر بها رئيس الحكومة سعد الحريري، أكد "ان الحريري هو من يجب أن يقول إن كان محتجزاً في السعودية أم لا وإذا كان لديه بحصة فليبقها، ونحن لم نكن معه في السعودية وهو من يجب أن يخبرنا ماذا حصل معه"، وأضاف " نحن شعرنا بأن هناك شيء غير طبيعي باستقالة الحريري من الخارج وعلى قناة تلفزيونية غير لبنانية ولذلك التزمنا بالصمت ولم نحتفل بالإستقالة كمعارضة" وكشف انه "وصلني انني غير معني بكلام الحريري عن الغدر وبق البحصة والمعنيون قد لا يكونون في المعارضة لان اطراف المعارضة يعبرون عن موقفهم علنا" وشدد من جهة أخرى على "انني أحرّض على الحكومة اللبنانية عند الشعب اللبناني في كل يوم ومعارضتنا للسلطة ولأداء الحريري علني، ونعبر عن وجهة نظرنا هذه في أي مكان سواء داخل لبنان أو خارجه"، معتبرا "أن قرار الدولة اللبنانية مخطوف والديمقراطية مضروبة، وعندما يتم تعطيل الإنتخابات الرئاسية ونصل إلى هذه النتيجة بهذا الشكل، لا يمكن أن تكون الأمور سليمة"، وكشف انه "في الأشهر الأخيرة، اجتمعت مع العديد من المسؤوليين الدوليين وموقفنا كان واضح، نحن معارضة ومعترضين على أداء السلطة السياسية في لبنان، لا سيما التخلي عن قرار الدولة في العلاقات الخارجية وديمقراطيتنا لا تعمل بشكل صحيح ولا نريد أن يدفع الشعب اللبناني ثمن سياسات الحكومة الخاطئة، وأنا من مسؤوليتي أن أحافظ على المواطنين اللبنانيين في الخليج إذا كانت الدولة اللبنانية غير مهتمة".
وأشار الى "انه لو كان همنا السلطة لما خرجنا من حكومة لدينا فيها 3 وزراء فخيار المعارضة أخذناه عندما لم نصوت للرئيس ميشال عون في الإنتخابات الرئاسية،" وأكد "اننا لا نميز بين القوى الموجودة في السلطة لأننا غير موجودين في مجلس الوزراء ونحن ضد كل هذا النهج ومن يريد أن يعارض يجب أن يخرج من الحكومة ونحن مستعدين لوضع يدنا معه"، معتبرا "ان المشكلة في لبنان أن الحواجز الطائفية ما زالت موجودة حتى الآن وليس من السهولة كسر هذه الحواجز، ونحن لا نزال نشعر وحتى الآن بأن هناك إنتماء للزعيم بالرغم من أنه من المفترض أن يكون حلم كل لبناني أن نكون في دولة حضارية ونعيش في بلد حضاري"، متسائلا: "لماذا لا نستطيع حتى الآن كسر هذه الحواجز، وأن نعيش كلنا تحت سقف القانون ونكون في دولة حضارية ومتطورة، مشيرا الى انني أقبل ان تتم محاسبتي على رؤيتي وعلى مواقفي، وذكر الجميل بموقفه في ما خص مراقبة الحدود مشيرا الى انهم عادوا اليوم إلى ما قلته قبل 10 سنوات من خلال بناء الأبراج التي هي عبارة عن مراقبة الحدود عبر نواضير وأجهزة إتصال".
ورأى "اننا نجحنا في إيقاف صفقة البواخر من خلال خلقنا لرأي عام بات تأثيره أقوى من الماضي وأعدنا الإعتبار للمجلس الدستوري" موضحا انه في موضوع النفايات "نحن بدأنا المعركة من خلال إيقاف التمديد لشركة سوكلين واليوم بات هناك وعي أكبر عند الناس،" وقال الجميل من جهة أخرى: "لا أعرف أين أصبح كتاب وزير العدل سليم جريصاتي إلى القضاء حول تصريحي من بكركي، ولماذا لم يحولني إلى القضاء عندما تحدثت عن البواخر هل لأن لدي اثبتات"؟ "شاكرا جريصاتي على ما قاله حول الموضوع لكن كل اللبنانيين شاهدون على ما يحصل في البلد من استنسابية في إحالة صحافيين إلى القضاء فقط لأنهم أحرار"، سائلا "لماذا لم يتم استدعاء النائب فضل الله وكذلك النائب بطرس حرب اللذان تحدثا عن صفقات"، معتبرا ان "هدف جريصاتي كان إيصال رسالة للمعارضة والصحافيين الأحرار بأن ينتبهوا إلى أي كلمة يقولونها" في حين "انه بالنسبة لي سأعمل بلا سقف في الأشهر القادمة لأن الوقاحة التي يتعاطون بها تذكرنا بأيام ولت والأدوار التي كنتم تلعبونها في السابق ولت والشعب اللبناني واعٍ لما تفعلون".
وتوقع الجميل "انهم سيزوّرون نتائج الانتخابات من خلال تخويف الناس الاحرار ومنعهم من ان يقولوا رأيهم والهدف الا يسمع الناس في الفترة المقبلة الا صوت السلطة لذلك المطلوب اسكاتنا وعدم قولنا الحقيقة ولكن اطمئن جريصاتي انني سأبقى اقول الحقيقة للناس"، معتبرا ان مجموعة وقائع جعلتني اتخوّف ووزير العدل اجتزأ كلامي ومن حقي ان اتخوف على ثروة لبنان النفطية لاسيما ان لم يتم قبول الا عارض واحد".