"من الغيرة ما قتل"... هنا الغيرة ليست بين رجل وامرأة، لكنها بين شقيقين من محافظة الدقهلية المصرية، إذ قام أحدهما بقتل ابن شقيقه الذي لا يتعدّى عمره 11 سنة بذبحه، والسبب هو غيرة الأول من الثاني، ولم تنتهِ القصة المأسوية عند هذا الحدّ، بل امتدت لتشمل قيام الأخ القاتل بقتل ابنة شقيقه قبل عشرة أيام من الواقعة المذكورة، بإلقائها من مكان مرتفع بالمنزل.
فداحة الواقعة تعود إلى أنّ العم القاتل لا يتعدّى عمره 16 عاماً، إذ يُعد بوصف منظمة اليونيسيف في تعداد الأطفال، أما الدافع وراء ارتكابه هذه الجرائم البشعة، وفق ما رود في بلاغ النيابة، فهو كره القاتل لوالد الطفلين القتيلين وكرهه كذلك لأبيه الذي يقارنه بشكل دائم بابن شقيقه المتفوّق دراسياً.
من جانبه، وتعليقاً على هذه الواقعة، يقول المحامي ورئيس مركز المرأة للإرشاد والتوعية، رضا الدنبوقي، إنه "وفقاً للماده 124 من قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 96، ينعقد الاختصاص لمحكمة الطفل، حيث إنّ القاتل حدث، وتكون له حق المساعدة القانونية وتوفير محامٍ لتولي مهمات الدفاع عنه وفقا للمادة 125 من القانون ذاته".
وأكد أنّه "يحظر على أسرة الطفل تعريضه عمداً لأي إيذاء بدني ضار، أو ممارسة ضارة أو غير مشروعة، فكما هو واضح أنّ الطفل وقع تحت ضغط نفسي كان له تأثير في سلوكه وأصبح عدوانيا وقام بارتكاب أكثر من جريمة، فالأهل هنا شركاء معه، ويجب أن يسألوا عن تعريض حياة ذلك الطفل للخطر، فهو هنا في حاجة لتأهيل نفسي أكثر من السجن في بيئة غير سوية تجعل منه مجرماً عتياً".
أما أستاذ الطب النفسي، الدكتور أحمد هارون، فأوضح أن "السبب المباشر في ارتكاب الجريمة هو المقارنة الدائمة المرتبطة بالتفوق الدراسي، ولهذا نؤكد ضرورة عدم القيام بأيّ مقارنة بين الأطفال سواء على مستوى الدراسة أو على مستوى القدرات والمهارات الشخصية، لأن نتائج المقارنة تكون غير مأمونة، ففي أغلب الأوقات تنتج أطفالا معقدين نفسياً وشخصياتهم غير متوازنة، بالإضافة إلى أنها تكون سبباً مباشراً في ارتكاب مثل هذه الجرائم".
وأضاف هارون أنّ "المقارنة التي قد يقوم بها الآباء والأمهات تعمل على تشويه الأطفال نفسياً وتهز ثقتهم في أنفسهم ولاتجعلهم يتغيرون للأفضل كما يعتقد الآباء، لهذا لا بد من العمل على تنمية مهارات الأطفال بدلاً من وضعهم في مقارنات".