وسائل إعلام النظام السوري لا تزال تتكتم على خبر الطائرتين المسيّرتين اللتين نجحتا بالتحليق فوق مطار "حميميم" العسكري، مقر القوات الجوية الروسية، وفوق منطقة "جبلة" وفوق مسقط رأس آل الأسد، في القرداحة، بتاريخ الأول من الجاري.
وعلى الرغم من قيام كثير من الصفحات الموالية لنظام الأسد، على وسائل التواصل الاجتماعي، بنشر خبر إسقاط طائرتين مسيّرتين، واحدة فوق القرداحة، وأخرى فوق ريف جبلة، ونشر صور لحطام الطائرتين، إلا أن إعلام النظام السوري، يتكتم على الخبر، وينشر عوضاً منه، خبراً من مصادر روسية، بأن القصف الذي تعرّض له مطار "حميميم" تم عبر مدفع.
وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، في خبر لها، الجمعة، ونقلاً عن مصادر إعلامية روسية، إن الهجوم الذي وقع على مطار "حميميم" تم باستخدام مدفع من نوع "فاسيلوك"، حسب من وصفتهم الوكالة بأنهم خبراء عسكريون روس، ناقلة عنهم أن مثل هذا المدفع ليس في عداد تسليح جيش النظام في سوريا.
وأكدت "سانا" في خبرها أن هناك هجوماً وقع على مطار "حميميم" في الأول من الجاري.
مصدر يؤكد قيام طائرة مسيّرة بقصف قاعدة حميميم
وفي مسعى منه لمعرفة حقيقة ما جرى في مطار "حميميم" الذي تتخذه القوات الجوية الروسية، قاعدة مركزية لها، أكد الموقع السوري المعارض "زمان الوصل" في خبر له، الجمعة، أن مصدراً معارضاً تحدّث عن قيام "طائرة مسيّرة بقصف القاعدة". إلا أن "زمان الوصل" قال إن المصدر المعارض: "لم يشر إلى أنها (أي الطائرة المسيّرة) تعود لفصائل المعارضة". الأمر الذي زاد في غموض هوية الطائرتين والجهة التي تقف خلفهما.
وكانت عشرات الصفحات الموالية لنظام الأسد، على مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشرت بدءاً من الأول من الجاري، صوراً لحطام طائرتين مسيرتين أسقطتا فوق جبلة و"القرداحة". مؤكدة أن الطائرتين تمكنتا من قصف مواقع دون تسجيل إصابات بين المدنيين، ودون أن تحدد المكان بدقة.
وقدمت بعض تلك الصفحات المشار إليها، تفسيراً لتمكّن الطائرتين المسيرتين من اختراق مجال الدفاعات الجوية الروسية، مفاده أنهما مصنوعتان من مواد لا يلتقطها الرادار، كالخشب والبلاستيك والفلّين، بحسب ما نشرته بعض تلك الصفحات، نقلاً عمن وصفته بخبير عسكري لم تكشف هويته، أضاف أن الطائرتين صممتا بهذا الشكل بقصد: "الهروب من إشارة الرادارات الروسية التي تصطدم عادة، بالأجسام الحديدية"، حسب كلامه.
جهات أمنية تابعة للنظام طالبت الأهالي بإطفاء الأنوار الخارجية
إلى ذلك، فإن صفحات أخرى، كانت أكدت أن الجهات الأمنية التابعة لنظام الأسد، كانت طلبت من الأهالي في اللاذقية، إطفاء الأنوار الخارجية، بصفة خاصة. وذلك لمنع الطائرات المسيّرة من معرفة خط سيرها أو تحديد أهدافها، ليلاً.
وعرف من بعض التعليقات التي نشرها جزء من أهالي المحافظة، بأن النظام السوري كان أرسل كتيبة عسكرية بشكل مفاجئ إلى منطقة "جبلة"، دون معرفة الأسباب التي تبين لاحقاً أنها مرتبطة بما حصل في الأول من الجاري وعملية قصف مطار "حميميم".
يذكر أن الطائرتين اللتين حلقتا وقَصفتا وأُسقطتا، في اللاذقية، لم يقم أي فصيل سوري معارض بتبنّيهما، أو تبني العملية التي قامتا بها. لكن أغلب صفحات الساحل السوري الموالية للأسد، على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" نشرت صوراً لحطام الطائرتين المذكورتين، دون ورود أي تعليق رسمي، حتى الآن، عن الخبر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن جنديين روسيين قتلا "بقصف" على مطار "حميميم" العسكري، نافية خبر إصابة 7 طائرات لها على المدرج، حسب ما كانت وسائل إعلام روسية قد أكّدته في وقت سابق. لكن صوراً نشرها صحافي روسي، أكدت تعرض بعض الطائرات الروسية لإصابات جزئية، جراء القصف الذي تعرضت له، كما أظهرت الصور التي تم تداولها على نطاق واسع.