قال رئيس مكتب الدراسات الاميركية المختصة في شأن ايران الدكتور ديفيد مولر وهو الذي ينشر اهم مقالات احيانا في جريدة نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وذلك على تلفزيون ام. بي. سي. الاميركي ان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بدعوة مجلس الامن لبحث المظاهرات في ايران، هو قرار سخيف.
فسأله مقدم البرنامج في اهم تلفزيون اميركي، وهو برنامج اسمه «50 دقيقة فقط» اي مدة البرنامج ساعة الا عشر دقائق، هل تريد ان تقول ان القرار غبي، فردّ الدكتور مولر «انت تقول وأنا لا ارفض».
ثم تحدث باسهاب الدكتور مولر الذي قضى اكثر من 40 سنة وهو يتابع الوضع في ايران، وكان سابقاً صحافياً لجريدة نيويورك تايمز في طهران في زمن ايام شاه ايران، وشرح وضع ايران فقال: ان سقوط شاه ايران كان نتيجة انغماس المخابرات الايرانية في الفساد، وعدم رفع التقارير الحقيقية عن واقع الامور في الشارع، ذلك ان مديري المخابرات الايرانية السافاك في زمن شاه ايران كانوا يخافون من رفع اي تقرير سلبي ضد نظام يشير سلبياً الى اعتراض الشعب الايراني على قرارات شاه ايران كما قال ان شاه ايران في آخر فترة من حكمه كان يعيش غرورا غير محدود. ويجب ان لا ننسى كيف اقام اكبر اجتماع لرؤساء دول العالم في طهران على مساحة زراعية كبرى واقام فيها خيم هي كالقصور لرؤساء 50 دولة جاؤوا ليحتفلوا بذكرى 3 الاف سنة من الحضارة الفارسية. وان شاه ايران سقط لانه اعتمد على ان الولايات المتحدة لن تسمح باسقاطه، بل ان الولايات المتحدة لها مصلحة اساسية في استمرار حكم شاه ايران، وانها قادرة على التدخل والسيطرة عند اللزوم. لكن قبل 4 ايام من سقوط شاه ايران، استدعى سفير اميركا في طهران وسأله عن رأيه، فلم يجب السفير الاميركي فورا وعندما غضب شاه ايران من عدم الجواب بسرعة، قال السفير الاميركي «انتهى الامر سيدي الشاه».
فاستدعى فورا شاه ايران، وفق الدكتور مولر قادة الجيش الايراني وطلب منهم انزال الجيش وقمع كل المظاهرات الحاصلة، لكن الامر كان قد انتهى وكما يقولون في اللغة الانكليزية قال الدكتور مولر game is over.
اما بالنسبة الى وضع ايران الحالي، فقال رئيس مكتب الدراسات الاميركية لشؤون ايران والمختص منذ اكثر من 48 سنة في شؤون ايران ان انظمة شبيهة بالنظام الايراني وتملك 3 ملايين جندي لا تسقط بهذه الطريقة عبر مظاهرات عددها بالمئات، ولذلك فان انظمة لها جمهور ديني كبير تحت عنوان ولاية الفقيه ويقدر عدده بعشرات الملايين واقامت الحرس «الباسيج» وهو من الشباب الفقراء الذين يقومون في وجه من يحتج ضد النظام. كذلك فان الحرس الثوري المؤلف من 900 الف ضابط وجندي وهم من نخبة الضباط والجنود الشرسين في الجيش الايراني ويقومون بمهام في ايران وخارج ايران بقرار دون تردد من ولي الفقيه او من القيادة الايرانية، اضافة الى ان الجيش الايراني يضم مليوني جندي، ولذلك فان انظمة من هذا النوع لا تسقط بهذا الشكل وان قرار ترامب بدعوة مجلس الامن للاجتماع لبحث مظاهرات حصلت في ايران هو قرار سخيف. ان مهمة مجلس الامن هو ان يبحث الحروب بين الدول والمشاكل الدولية والازمات الدولية، ويقرر ارسال موفدين لحل المشاكل الداخلية في البلدان، مثلما ارسل الموفد الاممي غسان سلامة الى ليبيا، ومثلما ارسل الممثل الاممي الى اليمن، ومثلما ارسل السيد ديمستورا الى سوريا، ولذلك فمجلس الامن لا يتخذ قرارات في شأن مظاهرة داخلية، بل في شأن حروب داخلية كبرى عندما تسقط الانظمة الداخلية وتعم الفوضى البلاد وتقوم اشتباكات وحروب كما حصل في اليمن او في ليبيا، او في سوريا. ولذلك فقرار الرئيس الاميركي ترامب هو في غير محله.
اضاف ان الشعب الايراني يعاني من عدم وجود حرية لديه، وان الشعب الايراني يعاني من صعوبات اقتصادية كبرى ناتجة بخاصة من العقوبات الاميركية القاسية ضد ايران، اضافة الى العقوبات الاوروبية التي فرضتها الولايات المتحدة على اوروبا كي لا تستثمر في ايران. اضافة الى ان ايران تصرف 65 في المئة من موازنتها الناتجة من تصدير النفط والغاز على الموازنة العسكرية، لان الاستراتيجية الايرانية لدولة ولاية الفقيه هي ان ايران معرضة لهجوم اميركي في يوم من الايام. وانها تستبعد استعمال السلاح النووي ضد ايران، بل قد يحصل هجوم اميركي عبر تعبئة كبرى مثلما حصل في العراق، وبدل تجميد الولايات المتحدة نصف مليون جندي مع جيش بريطاني واسترالي وغيره لمهاجمة العراق واسقاط صدام حسن، فان ايران تعمل حسابها بأن الولايات المتحدة قد تحشد هذه المرة مليون جندي مع الفي طائرة، اضافة الى اشتراك الاسطول السادس البحري الاميركي والاسطول السابع الاميركي في شن هجوم يتركز على العاصمة طهران لتدمير وزارة الدفاع والقيادات العسكرية في العاصمة، لانه اذا تم فصل العاصمة ايران عن بقايا مناطق ايران، فان مساحة ايران التي هي مليون و600 الف كلم سيصعب عندئذ على قيادة الجيش الايراني اثارة العملية العسكرية والحربية ضد جيش الولايات المتحدة.
600 مليار دولار من الاحتياط للنفط
من هنا فان قيامها بصرف 65 في المئة من موازنتها العامة على الموازنة العسكرية يهدف الى تعزيز وتقوية الجيش الايراني ونشره على مساحة مليون و600 الف كلم وربطه بأجهزة الكترونية واتصالات سلكية وغير سلكية، اضافة الى ان ايران تركز على صناعة الصواريخ البالستية التي يصل مداها الى 2000 كلم وكل صاروخ يكلف مليون دولار. ولذلك فان ايران تصرف سنويا 600 مليار دولار من الاحتياط المالي للنفط الذي قامت بتخزينه سابقا في مصارف في دبي والامارات، ثم سحبته نقدا الى ايران واودعته في مصارف صينية وروسية تقوم حاليا بصناعة 5 الاف صاروخ بالستي قادرة على ضرب المواقع الاميركية المحيطة بإيران او اي قوة بحرية وجوية تقترب من ايران. كذلك فان ايران اشترت 26 منظومة دفاع من طراز اس - 400 وتحتاج ايران الى حوالي 15 منظومة دفاعية من طراز اس 400، لكنها اشترت 26 منظومة دفاع كي تغطي نسبة 180 في المئة من دفاع جوي ضد اي صاروخ اميركي او طائرة اميركية. والمعلوم ان منظومة الدفاع اس 400 تدرسها القيادة العسكرية الاميركية حاليا لتقيم اجهزة مضادة لها، وحتى الان لم تصل الدراسات الاميركية لامكانية تعطيل الاجهزة الالكترونية التي تستعملها منظومات الدفاع، والتي عمل الرئيس الروسي بوتين على صناعة منظومات الدفاع اس 300 اس 400 اس 600 اس 1000، وذلك في مواجهة الدرع الصاروخي الذي اقامته الولايات المتحدة في دول اوروبا الشرقية التي كان يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي سابقا. وعندما قررت اميركا انشاء الدرع الصاروخي في اوكرانيا قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعطاء الاوامر بالدخول الى اوكرانيا واحتلال ثلث اراضيها، وتعطيل النظام فيها، اضافة الى سلخ شبه جزيرة القرم الاستراتيجية لاوكرانيا وضمها الى روسيا، وهذا ما عطل اكمال بناء الدرع الصاروخي الاميركي بالقرب من روسيا.
منظومات دفاعية ضخمة
لذلك، فان ايران التي تملك منظومات دفاعية ضخمة وتصرف على الصواريخ البالستية مليارات الدولارات كما تصرف على 3 ملايين جندي هم مليونان في الجيش الايراني ومليون في الحرس الثوري، وصلت الى مأزق مالي في ظل عدم استمرار شركة توتال الفرنسية في حفر ابار لتوسيع تصدير النفط الايراني الذي هو اليوم مليونان ونصف مليون برميل فيما ايران قادرة على تصدير ما بين 6 الى 7 ملايين برميل من النفط يوميا، وهذه الكمية تشتريها الصين فورا والصين لا تخضع للعقوبات الاميركية، وعندئذ لو لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركات الاوروبية التي تتعامل مع يران واضطرت شركة توتال الى التوقف من تصدير النفط من ايران لكانت ايران اجتازت الازمة الاقتصادية.
النظام سيجتاز الازمة
اضاف الدكتور مولر ان النظام الايراني سيجتاز الازمة الحالية، كما اجتاز ازمة سنة 2009، لكن اشار الدكتور مولر المختص في الشؤون الايرانية ان المواجهات ومظاهرات التي اندلعت سنة 2009 على قاعدة معارضة تزوير الانتخابات كانت قوية لكنها انحصرت في طهران سنة 2009. اما الان فان الصراع الحاصل في ايران امتد الى مدن كثيرة في كامل الاراضي الايرانية، والازمة الحاصلة سنة 2017 - 2018 في ايران هي اقوى من ازمة 2009. ولذلك فان الازمة القادمة في ايران ستكون اقوى من ازمة 2009 و2017، وعلى النظام الايراني ان يتحضر لحصول ازمة كبرى بعد 4 سنوات من الان اذا استمرت العقوبات الاميركية الشديدة والاوروبية عليها.
اضاف الدكتور مولر على تلفزيون ام. بي. سي. الاميركي ان طهران التي ستجتاز الازمة الحالية بواسطة جماهير مؤيدة للنظام، وهي خصوصا من جيش التعبئة الباسيج، اضافة الى انتشار قوى عسكرية من الحرس الثوري بخاصة في مدينة اصفهان التي ظهرت فيها مظاهرات كبرى، كذلك في طهران اكتشفت ان هنالك متظاهرين بدأوا يهاجمون المرشد الاعلى للثروة ويهاجمون مبدأ ولاية الفقيه، وهذا امر خطر في الشارع الايراني، وعلى الارجح فان الرئيس روحاني عليه ان يجري اصلاحات اقتصادية وعندئذ يجب اقتطاع نسبة 15 في المئة من ميزانية الجيش الايراني والحرس الثوري وصرفه على تعزيز الامور المعيشية والحياتية للشعب الايراني، او ان الحرس الثوري الايراني والجيش الايراني لن يقبلا تخفيض موازناتها، ولذلك عملت اجهزة مخابرات تابعة للحرس الثوري الايراني على توجيه المظاهرات ضد الرئيس روحاني وحكومته أكثر من توجيهها باتجاه المرشد الثورة الاعلى، لان الخلاف حاصل برئاسة الرئيس روحاني وهو يريد تخفيض المصاريف العسكرية وتخفيض نسبة 65 في المئة من الموازنة العامة لمصلحة الجيش الى نسبة 50 في المئة، فيما يرى الجيش الايراني والحرس الثوري انه بدل الاصلاحات يجب استعمال القبضة الحديدية لضرب المتظاهرين والمشاغبين، وان امام ايران 5 سنوات كحد اقصى كي تبني اكبر قوة عسكرية في المنطقة تضاهي الجيش التركي والاسرائيلي والمصري. وبالتالي، فإيران امام مفترق طرق وفق الدكتور مولر، اما اجراء اصلاحات اقتصادية واما استعمال القبضة الحديدية. وفي كلتا الحالتين لا تسقط انظمة مثل الانظمة القوية التي تشبه نظام ايران الا بعد سنوات وسنوات من الازمات.
إيران قادرة على تدمير الرياض
اما كيف توصف المواقف داخل ايران فهي الآتية :
1- قال مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية انه لا بد من اجراء إصلاحات على صعيد الموازنة الإيرانية من اجل تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الشعب الإيراني.
2- صرح رئيس مجلس الشورى السيد لاريجاني بأن المطلوب من حكومة الرئيس روحاني تخفيض أسعار الوقود ومنح العائلات الإيرانية الفقيرة مساعدات مالية ومعالجة المحتجين على الوضع الاقتصادي في إيران.
3- أعلن قائد الحرس الثوري الجنرال جعفري ان الأسبوع القادم سيكون حاسماً وان الحرس الثوري سيستعمل القبضة الحديدية بشكل حاسم إذا استمر استغلال المشاغبين بالمظاهرات والاحتجاجات الاقتصادية، وسننهي الامر خلال ثلاثة أيام.
والمعروف ان الحرس الثوري يتألف من 900 ألف ضابط وجندي مع أحدث الأسلحة.
4 - أعلن الجنرال موسوي قائد الجيش الإيراني ان ذراع اميركا التي تمتد الى إيران لزعزعة الاستقرار فيها سيتم قطعها في الأسبوع القادم، وان الإدارة الأميركية تسعى لوقف ازدياد قوة الجيش الإيراني، لكنها لن تستطيع.
5 - ذكر مصدر مالي في إيران ان الجيش الإيراني والحرس الثوري أنفقوا خلال خمس السنوات الماضية موازنة عسكرية تزيد على موازنة إسرائيل والسعودية ودولة الامارات وقطر مجتمعة، أي انها تزيد عن موازنة 4 دول انفقت المليارات على جيوشها.
6- قالت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الجيش الإيراني يعتبر أكبر قوة في اسيا واقوى من جيش باكستان والجيش الهندي والجيش الإسرائيلي باستثناء السلاح النووي وان ايران انفقت خلال سبع سنوات الماضية 1500 مليار لتطوير الصواريخ الباليستية التي يصل مداها الى اكثر من 2000 كلم وأصبحت تملك ترسانة صواريخ باليستية بعيدة المدى تصل الى أوروبا ولديها 5000 صاروخ باليستي.
7- ان ايران التي اشترت منظومة صواريخ اس 300 على قاعدة ثماني منظومات للدفاع عن أجواء ايران في وجه أي هدف جوي صاروخي او طائرة مقاتلة، رفعت العدد الى 25 منظومة دفاع اس 400، وبذلك لم تعد لدى الإدارة الأميركية القدرة على مهاجمة ايران عسكرياً، بل ان ايران قادرة على تدمير عاصمة السعودية الرياض من خلال 250 الف صاروخ باليستي تدميراً كاملاً، مما يعني خسارة 15 الف مليار دولار للسعودية، كما انها قادرة على قصف قاعدة العدي الجوية الأميركية - البريطانية في قطر وضرب الأبنية والمدارج فيها ولا يعود امام اميركا الا استعمال السلاح النووي وهو امر صعب.
8- ان ايران تمتلك مليوني جندي وضابط في الجيش العراقي و900 الف في الحرس الثوري الإيراني، وان أي هجوم أميركي على ايران سيجعل الجيش الأميركي يغرق في الرمال الإيرانية ويصاب بخسائر كبرى ما لم يستعمل السلاح النووي، وان ايران تخطت حاجز الضعف والخوف من هجوم أميركي إسرائيلي الى مرحلة ضرب إسرائيل بالصواريخ الباليستية بواسطة 1000 صاروخ باليستي، مما يؤدي الى تدمير مدن إسرائيلية كاملة. لكن تبقى إسرائيل امام قرار اما استعمال السلاح النووي واما تجنب حرب مع ايران. والمعروف ان مساحة ايران هي 4 مرات مساحة العراق والجيش الإيراني ذو عقيدة دينية وخلفية إمبراطورية فارسية، وبالتالي لا يمكن لأميركا خوض حرب ضد ايران كما فعلت في العراق بل سيصاب الجيش الأميركي بهزيمة كبرى، وبخاصة ان ايران ستحصل على 26 منظومة اس 400 أرسلت روسيا منها اربع منظومات للدفاع عن العاصمة طهران ومراكز البنية التحتية الإيرانية. وستستلم إيران خلال 8 أشهر 22 منظومة اس 400 مضادة للصواريخ والاهداف الجوية، مما يمنع الطائرات الأميركية والإسرائيلية او إطلاق صواريخ، ويكلف هذا إيران 28 مليار دولار لروسيا. على ان تدفع إيران 4 مليارات في السنة لتسديد ثمن المنظومات الدفاعية الجوية اس 400.
لا احد يستطيع الوقوف في وجه الحرس الثوري
ولان روسيا في ازمة اقتصادية ولان إيران قررت استعمال أموال البترول الإيراني في انشاء اكبر قوة عسكرية في المنطقة، فان وضعها أصبح مثل كوريا الشمالية لا يستطيع أحد الوقوف في وجه الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني مثلما حصل مع كوريا الشمالية، باستثناء انتاج إيران قنابل نووية لان اميركا وإسرائيل قد تستعملان السلاح النووي بقنابل ذي مدى محدود، لكن عملية حرب نووية غير واردة.
9- الأسبوع القادم حاسم، فإما ان تستطيع الحكومة إرضاء المواطنين بتدابير اقتصادية وعندئذ ستكون المظاهرات سياسية وضد النظام الايراني، وعند ذلك سيقوم الحرس الثوري والجيش الإيراني بإنهاء الوضع امنياً وعسكرياً ويمنع أي مظاهر شغب على كامل الأراضي الإيرانية.
خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام من 40 مسجداً في طهران فيما شهدت العديد من شوارع طهران مظاهرات، احتجاجية وقامت وزارة الداخلية الايرانية بإجراءات امنية ودفعت العديد من العناصر والقوات لمنع حصول اشتباكات بين المؤيدين للنظام والمحتجين ضد سياسة الحكومة، اضافة الى ان المتظاهرين كانوا قد لجأوا الى العنف وضربوا واجهات المحلات التجارية وتكسيرها، لكن نسبة المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الايراني لن تكون امس كما كانت منذ الايام الاولى للاحتجاجات وضعفت عدديا عبر المشاركين فيها.
القبضة الحديدية بدأت
لكن المظاهرة الضخمة جرت في اصفهان حيث اشترك نحو 40 الف متظاهر في الاحتجاج على سياسة حكومة الرئيس روحاني الاقتصادية، وذكرت معلومات مؤكدة نقلتها العديد من وكالات الانباء العالمية وحتى عبر تصريح لقائد الحرس الثوري انه ارسل قوة من الحرس الثوري الى اصفهان للسيطرة عسكريا ونظاميا على منطقة اصفهان.
وتم تسجيل مظاهرات عديدة يوم امس في كافة المدن الايرانية حيث اعطى المرشد الاعلى للثورة الايرانية توجيهات بأن ينزل الجمهور المؤيد لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في مظاهرات ضد مظاهرات المحتجين على سياسة الحكومة والدولة الايرانية.
وبالفعل، كانت نسبة المتظاهرين المؤيدين للنظام اكبر بكثير من نسبة المتظاهرين المحتجين.
وفي معلومات امنية، ان حوالى 4 الاف متظاهر تم توقيفهم كذلك ذكرت محطة الحدث السعودية نقلا عن مرجع في سفارة غربية في طهران ان 125 متظاهرا قتلوا، في حين نفت طهران هذه الاخبار، انما وكالة كوزمونتوس الروسية ذكرت ان حوالى 50 قتيلا وقعوا في المظاهرات يوم امس في الاراضي الايرانية اثناء المظاهرات الاحتجاجية. وان استعمال القبضة الحديدية قد بدأ، لكن بحجم محدود لانه وفق اجهزة المخابرات الايرانية وقيادة الحرس الثوري وقيادة الجيش الايراني فان الامور مسيطر عليها.
لا يمكن اسقاط النظام
اما وكالة «سبوتنيك» الروسية فذكرت انه لا يمكن القيام بثورة في ايران او محاولة لاسقاط النظام، ذلك انه في كل الاراضي الايرانية من غير المسموح لاي مواطن ان يقتني سلاحا حربيا، وبالتالي لا توجد اسلحة لا اسلحة رشاشة ولا اسلحة فردية ولا قاذفات ضد مدرعات ولا توجد اسلحة على الاراضي الايرانية بل كل ما يملك المتظاهرون هو مهاجمة المحلات بالحجارة او تكسير مقاطع حديدية على الطرقات تفصل بين خطين. ولكن اشارة الى ازمة خطرة تهدد نظام ايران ليست موجودة ما دام ان السلاح في ايران غير موجود كليا. حتى ان رخصة مسدس ممنوعة على اي مواطن ايراني ان يحصل عليها، بل فقط توجد الاسلحة في يد الحرس الثوري وفي يد الجيش الايراني. اما جيش الباسيج الذي يصل عدده الى حوالى 100 الف من شبان من عائلات فقراء ويقبضون راتبا زهيدا فليس لديهم اسلحة بل يقومون بمظاهرات مضادة، والباسيج هو نظام التعبئة الذي انشأه الامام الراحل الخميني.
تركيا حريصة على امن ايران
اما بالنسبة الى تركيا الدولة المجاورة لايران والتي لها حدود طويلة مع ايران فان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصل برئيس الجمهورية الايرانية روحاني وابدى استعداد تركيا للمساهمة في اي عمل يؤدي الى حفظ الامن في ايران وان تركيا حريصة على الاستقرار في ايران، وانه كما فعلت ايران عندما حصل الانقلاب ضد الرئيس التركي اردوغان وقامت ايران بالاتصال ووضع جيشها وقواتها بتصرف تركيا، فان تركيا تعتبر أن الرئيس اردوغان لا ينسى هذا الموقف، ويعتبر ان قدرات تركيا هي في تصرف القيادة الايرانية اذا احتاجت اليها.
العراق متعاطف
اما بالنسبة الى العراق، فالنظام العراقي متعاطف مع النظام الايراني وبالنسبة الى حدود ايران مع باكستان، فان ايران تسيطر على هذه الحدود لا بل ان الولايات المتحدة تتهم ايران بأنها ترسل قوى من طالبان - افغانستان الذي يصل عددهم الى زهاء مليون مواطن افغاني ينتسبون الى طالبان وهربوا من افغانستان اثر الحرب الاميركية على افغانستان، ولجأوا الى الاراضي الايرانية. وقام الجيش الايراني بتدريبهم وتسليحهم انما وضعهم في مخيمات على طول الحدود بين ايران وافغانستان. ولذلك لدى الولايات المتحدة مشكلة كبرى في كيفية ايجاد حل مع ايران لوقف ارسال عناصر طالبان الى افغانستان، وبخاصة الى العاصمة كابول التي يجري فيها اكثر من 15 الى 20 تفجيرا اسبوعيا ضد الجيش الاميركي والسلطة الافغانية التي اقامها الجيش الاميركي في افغانستان بعد احتلال الجيش الاميركي لها.