قال مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن المسجد الأقصى المبارك تعرض خلال العام 2017 لهجمة تهويدية إسرائيلية غير مسبوقة. وفيما يأتي مجمل الانتهاكات الإسرائيلي التي وثقها التقرير خلال العام الماضي:
المشاريع التهويدية
وقال التقرير: واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة خلال العام 2017 لتغيير طابعها العربي الاسلامي والمسيحي، وتزوير الرواية التاريخية، حيث افتتحت سلطات الاحتلال أنفاقاً استيطانية تربط بين مدينة القدس المحتلة و"تل أبيب" بمدة زمنية لا تتجاوز نصف ساعة، وتم افتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للمسجد الاقصى على مسافة (200) متر من باب المغاربة، بالإضافة الى بدء تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من تل ابيب من خلال حفر نفق بعمق 50م ويصل طوله الى 2كم، وبناء قطار هوائي يصل حائط البراق بجبل الزيتون، ونشرت شركة "موريا" تصورا لمشروع في منطقة التلة الفرنسية تشمل شبكة انفاق بطول 4.5 كم منها انفاق ذات مسارين باتجاه معاليه ادوميم.
وبدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ المقطع الأميركي من شارع الطوق والذي يمر من أراضي جبل المكبر ويصادر 1200 دونم من اراضي المواطنين.
كما أعلنت بلدية الاحتلال عن إقامة متنزهين على سفوح جبل الزيتون تحت اسم "عوزيا " و"متنزه منتصف الارتفاع "، فيما تم نشر خطة لبناء ستة فنادق تتضمن 1300 غرفة فندقية على اراضي جبل المكبر، وتم الكشف عن مسار تهويدي جديد، بإقامة "حديقة وطنية"، تبدأ من بركة السلطان إلى بئر أيوب بطول 800 مترعلى مساحة 37 دونما، في منطقة وداي الرباب، لاستخدامه في تمرير الرواية التلمودية.
وصادقت بلدية الاحتلال على ميزانيتها السنوية والتي بلغت (7.37) مليار شيكل، وهي أضخم ميزانية في تاريخ المدينة منذ احتلالها عام 1967، فيما أُسس صندوق "ميراث جبل الهيكل "بمبلغ مليوني شيكل لترويج ارتباط اليهود بالمسجد الأقصى، وطرح ما يسمى بـ"صندوق تراث حائط المبكى" عطاء لتشييد البنية التحتية الخاصة بالمشروع التهويدي "بيت هاليباه" الذي سيخصص لأغراض سياحية ويشمل هذا المشروع على بناء تصل مساحته إلى (4) آلاف متر.
كما كشفت وزارة الأمن الداخلي الاسرائيلي عن خطة لتركيب الف كاميرا في شوارع القدس بهدف تعزيز السيطرة داخل أحياء القدس العربية.
وكشف ايضا عن خطة امنية في باب العامود تشمل إقامة 15 مركزا للشرطة ونشر 40 كاميرا اضافية وبناء 3 أبراج متوسطة الارتفاع، بالإضافة إلى تركيب منصات حديدية على أبواب البلدة القديمة وحواجز معدنية لتأمين أفراد الشرطة الاسرائيلية من أية "هجمات"، فيما كشف النقاب ايضا عن خطة لأقامة (16) مركز شرطي تشمل أحياء مدينة القدس المحتلة.
استهداف سلوان والشيخ جراح
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو" إقامة مركز تاريخي يهودي في سلوان تحت اسم مركز "كيدم" الذي سيعرض فيه اثار وتاريخ ما يسمى "بمدينة داوود"، فيما أبطل أهالي سلوان مشروع استيطاني لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" في حي بطن الهوا.
اصدرت بلدية الاحتلال قراراً بمصادرة قطعة أرض تقع قرب المقبرة اليهودية مساحتها (1300م) لبناء مركز لزوار المقبرة، بالإضافة الى قرار آخر يمنع مواطن من استعمال ارضه لمدة ثلاث سنوات في منطقة وادي الربابة.
تسببت الحفريات في ظهور تشققات خطيرة في بعض البيوت في احياء بلدة سلوان، كذلك تم البدء ببناء كنيس في حي راس العامود على سفوح جبل الزيتون مقابل الحرم القدسي بارتفاع 4 طوابق
الاعتداء على المقابر الاسلامية
اجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر وتجريف في المقبرة اليوسيفية وانشاء بنى تحتية لأقامة حديقة على مساحة من المقبرة.
وفي مقبرة باب الرحمة الاسلامية التي تضم أضرحة صحابة رسول الله، بدأت سلطات الاحتلال بأعمال تجريف وأقتلاع الاشجار على طول جدار الشرقي للمسجد الاقصى، ويهدف المشروع الى اقامة حديقة توراتية
وفي مقبرة مأمن الله أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر في المقبرة بذريعة تنفيذ أعمال خدماتية مما ادى لنبش عدد من القبور وظهور رفات الموتى.
هدم بيوت المقدسيين
هدمت جرافات الاحتلال (199) بيتاً ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال العام 2017، منها (95) بيتاَ و(104) منشأة، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت الى تشريد نحو (76) أسرة من ضمنها (250) طفل، فيما بلغت عمليات الهدم الذاتي (18) بيتا و(12) منشأة قام أصحابها بهدمها ذاتياً تجنباَ لدفع غرامات مالية باهظه، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وصادرت كل محتوياتها.
كما وزعت نحو (495) اخطاراَ بالهدم لبيوت ومنشأت المقدسيين، من بينها أخطارات بالاخلاء الفوري للتجمعات البدوية في جبل البابا والخان الأحمر، بالإضافة إلى أخطار لهدم ستة عمارات سكنية في بلدة كفر عقب، ويأتي ذلك في سياق التضييق على السكان الفلسطينيين بهدف تفريغ المدينة من سكانها الاصليين.
المشاريع الاستيطانية
صادقت سلطات الاحتلال خلال العام 2017 على بناء نحو (5500) وحدة استيطانية في مدينة القدس ومحيطها، فيما تعمل وزارة الاسكان الاسرائيلية على تسريع مخطط بناء مستوطنة جديدة شمال القدس، والتي جرى تجميدها في السابق على أرض مطار قلنديا لفصل مدينة القدس عن محيطها العربي شمالاً.
كما قررت حكومة الاحتلال ضم 250 دونما تقع قرب مستوطنة "ارنونا" التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى بالمنطقة الحرام قرب بلدة صور باهر ونقل هذه الاراضي وضمها لما يسمى بمنطقة "سيادة" بلدية القدس.
الشهداء والمعتقلون
قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقتل (12) مواطناَ مقدسيا من بينهم سيدة، وذلك إما بمواجهات مع قوات الاحتلال أو أعدامهم على الحواجز الشرطية داخل المدينة المحتلة، وتصاعدت المواجهات داخل المدينة العام المنصرم، نتيجة قيام سلطات الاحتلال بتركيب بوابات ألكترونية على ابواب المسجد الاقصى فيما عرف "بمعركة البوابات"، بالإضافة إلى اعلان الادارة الأميركية الاعتراف بالقدس كعاصمة لما يسمى "بدولة إسرائيل". وشهدت مدينة القدس أعلى نسبة اعتقالات خلال العام 2017، باعتقال (2436) مواطناً، ثلثهم من الأطفال.
المسجد الاقصى والبلدة القديمة
تعرض المسجد الاقصى خلال العام 2017 لهجمة تهويدية غير مسبوقة، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى من خلال وضع بوابات الكترونية على مداخله والتي افشلها المقدسيون من خلال الامتناع عن الصلاة داخل المسجد والاعتصام بالالاف على ابوابه حتى تم ازالتها فيما بعد، وأفتتح كنيس يهودي اسفل اساسات مصلى قبة الصخره المشرفه بعد اثنى عشر عاما من الحفر والتنقيب، وتكثفت اقتحامات المسجد الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو (28) ألف من المستوطنين والطلاب المتدينون ورجال المخابرات خلال العام المنصرم في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية.
أبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الاقصى والبلدة القديمة نحو (170) مواطناَ لفترات زمنية متفاوته ودفع غرامات مالية.
كشف تقرير خاص أن عدد الكنس داخل البلدة القديمة وحولها بلغ (104) منها (75) داخل أسوار البلدة القديمة، وأن 22% من مساحة البلدة القديمة تم تهويدها.
(وفا)