على العاقل أن لا ينتظر خيراً من هذه الطبقة السياسية أو ما يقرُب من ذلك، فصراعات أطرافها قلّما تكون لصالح هذا الشعب المغلوب على أمره، فهم يتصارعون غالباً لتحسين مواقع نفوذهم، أو جني فوائد جمّة تُوزّع على الأهل والأصحاب وأبناء العشيرة أو الطائفة أو العصبية، في هذا الاطار يبقى خلاف الرئيسين عون وبري حول إعطاء الأقدمية لضباط دورة عام ١٩٩٤ والمعروفة بدورة الانصهار الوطني والمشهورة بدورة عون، وإذ سال حبرٌ غزير في عرض المجادلات الدستورية وفقه الدستور اللبناني، وبدت الأمور أكثر تعقيداً مع تضارب "التفاسير" الدستورية، واستنفار كلّ طرفٍ أنصاره وأعوانه، جاءت بالأمس تباشير انفراج الأزمة على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فقد حزم السيد أمره وأشار إلى ضرورة التدخل لإنهاء هذه الأزمة-المحنة، وهذا شرٌ لا بُدّ منه، كان يُفضّلُ السيد أن يتفاداه، وأن يقوم المتخاصمون المتنافسون بحلّ مشاكلهم بأنفسهم، أمّا وقد تعسّر ذلك، فلا بُدّ من لعب الدور الذي كان يلعبه في زمن الوصاية رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية، فيضع يده على كلّ خلافٍ رئاسي، فيجد طريقه للحلّ بقدرة قادرٍ لا تُردُّ إرادتُه ، ويخرج الجميع راضون مُتحابّون، مع تأمين المصلحة "الوطنية" العليا دائماً.
بُشرى للُّبنانيّين، إن هي أيام، ولعلّها ساعات، وبفضل الله وبركاته، سيمُنُّ السيد نصرالله على اللبنانيين والرئيسين بحلٍّ ناجع، ذلك أنّ من علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقاً، ولعدوّ صديقه عدواً، وللّه عاقبة الأمور.