"شوي وبجي"، آخر ما قاله الشاب جواد حيدر لوالدته التي طلبت منه مساء أمس الحضور إلى منزل عمه للسهر معهم، لكن مرّ الوقت من دون مجيئه. وحين عادت إلى بيتها في بئر العبد مع زوجها وولديها، وجدته جثة ممددة على سريره مصاب بطلق ناري في قلبه.
مفاجأة صادمة
حالة من الصدمة اصابت عائلة حيدر، لا سيما كما قال قريبه مختار بلدة كفردان مسقط رأس جواد، أيمن حيدر لـ"النهار" "لا علم لأهل جواد أنه يمتلك مسدساً، فهو شاب هادئ يبلغ من العمر 18 سنة". وشرح "عند نحو الساعة الثامنة والنصف تواصلت والدة جواد معه، أطلعها أنه أنهى مشواراً مع أصدقائه في سوق الروشة، وأنه في طريق عودته، طلبت منه الحضور إلى بيت عمه للسهر، أكد لها أنه سيحضر، لكنه لم يفعل، لتُفاجأ بعد دخولها إلى منزلها ومن ثم إلى غرفته انه ممدد على السرير، وقد اخترقت رصاصة قلبه". وشرح" شقيق جواد الأصغر كان نائماً في غرفته، لم يستيقظ على أزيز الرصاصة، ليصدم بالخبر كما جميع أفراد عائلته".
بين الرفض وترجيح الانتحار
نقل جواد إلى مستشفى بهمن، من دون أن تنجح محاولات الأطباء في إنقاذه، وعن إمكانية انتحاره أجاب المختار "من المستحيل أن يقدم على هكذا خطوة، فهو طالب سنة ثالثة في معهد بئر حسن الفندقي، يعمل في مطاعم المطار، شاب عقلاني، لذلك اجزم أن الرصاصة خرجت عن طريق الخطأ من المسدس، أصابته في مقتله". ولفت "أشار تقرير الطبيب الشرعي إلى أن بصمات جواد على المسدس، ما يرجح أنه كان يعمل على تنظيفه عندما حلّت الكارثة". مضيفاً "في عائلة مؤلفة من أربعة شبان ترعرع جواد وسط جو من الأمان، والده عسكري متقاعد، سخّر حياته لتربية ابنائه، قبل أن يخسر فلذة كبده في حادث مؤسف"، مشيراً "حتى اللحظة لم يتم تحديد تاريخ مواراته في الثرى في بلدته".
كذلك اصيب زملاء جواد في المعهد بالصدمة عندما وصلهم خبر وفاته بهذه الطريقة، منهم حسين الذي قال "لا أصدق أن يكون قد أقدم على الانتحار، فهو جاري إضافة إلى كونه زميلي، شاهدته قبل يومين، كان طبيعياً كعادته، لا يبدو عليه أي علامات تشير إلى امكانية اتخاذ القرار بإنهاء حياته، نتمنى له الرحمة ولعائلته الصبر، فما حصل مصيبة بالفعل، مهما حاولت التعبير عن خسارة مفاجئة بهذا الحجم سأعجز عن الوصف".
مخفر حارة حريك فتح تحقيقاً بالقضية. وبحسب ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، فإن "الطبيب الشرعي رجح فرضية الانتحار، كون الرصاصة أطلقت عن قرب، ومع هذا ننتظر نتيجة المختبرات الجنائية، والتحريات مستمرة لمعرفة ما إن كان هناك جريمة أم لا".
"بكير تترك حبابك وتفل"
أصدقاء جواد نعوه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". منهم من كتب "رصاصة غدر لما دخلت بصدرك، ندهت ملائكة السما تا تطل صرخت آه لا ترحل بربك، بكير تترك أحبابك وتفل". و"كان قلبك عم يوجعك يا عمري؟!! كنت مقهور يا ضو عيوني؟ إلك قلب بعد سنين أخوة وأصدقاء وأصحاب تفل هيك!! ما بيلبقلك الموت يا عمري والله حرقتلي قلبي.. الله يرحمك.. عريس السماء" و"شو ما حكيت عنك ما بكفّي....كنت اتصبّح فيك كل يوم، ولما تغيب استفقدك واسأل عنك ولما تجي لعندي تجبلي هدية بس ما كنت متوقع تكون انت الهدية... الله يرحمك حبيبي ويجعل مثواك الجنة".