كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة "الجمهورية": "دخلت زيادة الـ 1 في المئة على الضريبة على القيمة المضافة حيز التنفيذ منذ الاول من الجاري لتصبح 11 في المئة. قد لا يكون تأثير هذه الـ1 في المئة كبيراً او ملموسا في الوقت الراهن الا ان المواطنين سيشعرون بها تباعا ومن خلال السلع المرتفعة الثمن خصوصا. وبالتالي، الى أي مدى سيكون المواطن قادرا على تحمّل هذه الزيادة؟
تلمّس المواطن اولى تداعيات زيادة الضريبة على القيمة المضافة امس من خلال زيادة سعر صفيحة البنزين بحوالي 200 ليرة، علما ان سعر الصفيحة سيعاود الارتفاع اليوم مع صدور جدول اسعار المحروقات الاسبوعي عن وزارة الطاقة والمياه، ومن المتوقع ان يسجل ارتفاعا جديداً في اسعار المحروقات في حدود 200 ليرة.
في هذا السياق، أكد الخبير النفطي جورج البراكس ارتفاع سعر صفيحة البنزين بنوعيها 1% ابتداء من يوم امس الثلاثاء، واعلن لـ"الجمهورية" ان سعر مبيع صفيحة البنزين 95 اوكتان ارتفع من 24700 ليرة الى 24900 ليرة، اما سعر صفيحة البنزين 98 اوكتان فارتفع من 25300 ليرة الى 25500 ليرة، لافتاً الى أن اسعار المازوت والغاز غير خاضعتين لضريبة الـ TVA.
أضاف: ان مجموع رسوم الضريبة على القيمة المضافة على صفيحة الـ95 اوكتان كان 2245 ليرة وبات اليوم 2445 ليرة، اما مجموع الرسوم على صفيحة الـ95 اوكتان فهو 7505 ليرات.
وفي ما خص صفيحة الـ 98 اوكتان، كان مجموع رسوم الضريبة على القيمة المضافة 2300 ليرة واصبح 2500 ليرة، وبات مجموع الضرائب المفروضة على الصفيحة الواحدة مع رسوم الجمارك 7450 ليرة.
وذكّر البراكس بأن سعر الصفيحة يتكوّن من ثمن البضاعة، كلفة النقل، جعالة المحطة وجعالة شركات التوزيع والتي تشكل نحو 69.8% من سعر الصفيحة ونحو 30 في المئة رسوم وضرائب.
من جهة اخرى، كشف البراكس انه من المتوقع ان ترتفع اسعار المحروقات اليوم بنحو 200 ليرة على البنزين بنوعيه، ليرتفع سعر صفيحة البنزين 400 ليرة في يومين، كذلك من المتوقع ان يرتفع سعر المازوت الاحمر والديزل اويل 200 ليرة.
نقابة السوبر ماركت
بدوره، اكد نقيب اصحاب السوبرماركات نبيل فهد انه حتى اليوم لم ترتفع اسعار السلع الاستهلاكية في السوبرماركت، وان الاسعار لا تزال على حالها لأن كلفة تغيير اسعار السلع الاستهلاكية عن الرفوف اكبر من نسبة الزيادة والمقدرة بـ1%.
وأوضح لـ"الجمهورية" انه في الفترة الراهنة اصحاب السوبرماركات مجبرون على دفع نسبة 1% المفروضة من قبل الدولة، لكن الزيادة على اسعار السلع الاستهلاكية ستأتي مع الوقت، وليس ذلك ببعيد لأن استهلاك المنتجات الغذائية اسرع من بقية المنتجات.
وشرح ان اسعار السلع التي تشتريها السوبرماركت بدءا من اليوم سيتم وضعها وفق التسعيرة الجديدة اما المنتجات او البضائع الموجودة حاليا في السوبرماركت ستبقى على حالها الى حين الانتهاء من المخزون.
ورداً على سؤال، أكد فهد ان المستهلك لن يشعر راهنا بأي زيادة على اسعار المواد الاستهلاكية، لافتاً الى ان السلع الرخيصة لن تتأثر كثيرا بالزيادة. وفي عملية حسابية بسيطة فان السلعة المثمنة بـ 10000 ستزيد بعد الـTVA نحو 100 ليرة، وكل ما دون ذلك سيزيد 40-50-60 ليرة، لافتاً الى ان الزيادات لن تطال منتجات الحبوب الالبان والاجبان والحليب والخضار والفاكهة... بما يوازي نحو 40 في المئة من السلع لن تطالها الزيادة.
وعما اذا كنا سنشهد زيادات غير مبررة على الاسعار من أجل تغطية الاكلاف التي ستترتب على المواطن من مختلف القطاعات، استبعد فهد اي زيادة على اسعار المواد الاستهلاكية لأن المنافسة على اشدها والطلب ضعيف جداً لذا ليس بالامكان رفع الاسعار.
قطاع الألبسة
من جهته، اكد رئيس جمعية تجار الالبسة المستوردة محمد سالم لـ"الجمهورية" أنه لم يعد بمقدورنا تحمل المزيد من الاعباء خصوصا وان القطاع الى تراجع. واشار الى ان تجار الالبسة سيلتزمون مرغمين بالزيادة الا ان الحركة التجارية عدم.
وكشف ان التراجع في نسبة المبيعات خلال شهر كانون الاول وصل الى مستويات كارثية مقارنة مع العام 2007، حيث كنا نبيع ما مجموعه 200 الف دولار، راهنا لا تتخطى مبيعاتنا الـ 20 الف دولار خلال هذا الشهر.
وأكد ان التنزيلات ستتأثر حكما بنسبة الـ 1 في المئة، خصوصا وانه تقع على كاهل التاجر استحقاقات لا تنتهي من رسوم الايجار الى رسوم كهرباء، مياه وبلدية...
ولفت الى ان تجارة الألبسة باتت تتجه نحو انتاج كميات كبيرة بأسعار زهيدة من دون توفير الجودة المطلوبة.
السيارات
ومن القطاعات التي من المتوقع ان تزيد اسعارها بشكل ملفت مع دخول رفع الضريبة على القيمة المضافة 11% هو قطاع السيارات لأنها تعتبر من السلع المرتفعة الثمن.
وفي هذا السياق، اشار نقيب اصحاب معارض السيارات في جبل لبنان وليد فرنسيس الى ان نسبة 1% سيدفعها مستوردو السيارات على اكثر من صعيد، أكان ضمن كلفة الشحن، الرسوم الجمركية، عند التسجيل، وفي طوابع البيان وطوابع التسجيل في النافعة.
وبخلاصة هذه الزيادة فإن السيارة المثمّنة بما دون الـ 20 الف دولار ستزيد اسعارها ما بين 700 الى 800 دولار، السيارات المستوردة اسعارها اقل من 40 الف دولار سيزيد سعرها ما بين 1200 و 1300 دولار، أما السيارات التي يزيد سعرها عن 50 الف دولار وتصل الى 80 الف دولار فسيزيد سعرها نحو 2000 دولار تقريبا.