أولاً: الإنتفاضة الإيرانية
خرج الإيرانيون هذه الأيام باحتجاجات صاخبة على البطالة والفقر والعوز وحتى الجوع، بطالة وصلت إلى حدود الثلاثين في المائة في فئة الشباب، وأربعين بالمائة عند خطّ الفقر، بالمقابل جاءت موازنة الدولة للعام القادم لتحرم فئاتٍ عديدة من مساعدات سدّ العوز، مترافقة مع غلاء الأسعار وفرض ضرائب جديدة.
خرج الإيرانيون بصدورٍ عارية للتعبير عن غضبهم وسُخطهم، علّ المرشد يسمع شكواهم، إلاّ أنّه لم ير من مقامه العالي سوى بضعة خونة وعملاء ومتآمرين على الثورة الإسلامية، رعاعٌ وشُذّاذُ آفاق يحاولون تلطيخ ثوب الثورة الأبيض بسواد حقدهم وأضاليلهم.
إقرأ ايضا : هل سيتغير النظام في إيران ؟
ثانياً: ثراء المرشد الفاحش
لم يعُد خافياً ولا سرّاً ، ولا افتراءً ولا تجنّياً، اتّهامُ مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي بالثراء الفاحش، أرقام فلكية تتداولها منظمات اقتصادية وجهات محلّية ودولية، خمسة وتسعون مليار دولار في حوزة المرشد وعائلته ومؤسساته وما يدور في فلكهم، ومهما بلغت قيمة التضخيم والمبالغة، فإنّ الأمر مستهجن ومستنكر من قبل من كان يُفترض أن يكون مثالاً للشفافية والطهارة والتّقشُف، فهو المرشد الأعلى، ونائب الإمام المعصوم، والحاكمُ بأمر الله، ومن بيده الدماء والأموال والأعراض، وقبل هذا وذاك، في رقبته حياة الإيرانيّين وكرامتهم ومستوى عيشهم واستقرارهم وتقدّمهم وحتى ازدهارهم، كان أبو بكر الصديق (الخليفة الأول) لا يأخذ من بيت المال شيئاً، ولا يُجري عليه من الفيء درهماً، إلاّ أنّه استلف منه مالاً فلمّا حضرته الوفاة أمر عائشة بردّه، أمّا عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني) فكان يُجري على نفسه درهمين كل يوم، فلمّا ولي عمر بن عبدالعزيز قيل له: لو أخذت ما كان يأخذ عمر بن الخطاب! قال: كان عمر لا مال له، وأنا مالي يُغنيني، فلم يأخذ منه شيئاً، أمّا الإمام علي بن أبي طالب (الخليفة الرابع) فكان يقسمُ بيت المال في كلّ جمعة، حتى لا يُبقي منه شيئاً، ثم يُفرشُ له ويقيلُ فيه،ويتمثّل بهذا البيت:
هذا جناي وخيارُه فيه
إذ كلُّ جانٍ يدُه إلى فيه.
وعندما قُتل شهيداً، قال ابنه الحسن يرثيه: أيها الناس، إنّه قُتل فيكم الليلة رجلٌ كان رسول الله (ص) يبعثه فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فلا ينثني حتى يفتح الله له، ما ترك إلاّ ثلاثمائة درهم.
إقرأ أيضا : إيران إلى أين ؟
ثالثاً: ثورة الجياع
الإيرانيون الفقراء الجياع، المقهورون المظلومون نزلوا شوارع المدن والدساكر، لا يملكون نقيراً ولا نصيرا، لا جاهاً ولا سلطانا، يملكون عزيمة الثورة على الذّلّ والمهانة، وإرادة الحرية والتغيير، مع الضراعة للّه بأن يرفع عنهم سيف النقمة الذي بدأ جلاوزة النظام في سلّه من غمده وشحذه.
في الحديث أنّ النبي (ص) قال لعلي: ألا أُخبرك بأشدّ الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله، قال: فإنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة؛ عاقرُ ناقة ثمود، وخاضبُ لحيتك بدم رأسك.
يا شيعة إيران ... أشدّ عذاباً يوم القيامة ؛ عاقر ناقة ثمود، وخاضبُ لحية أحدكم بدم رأسه.