مستحيل أن يخرج الشعب الإيراني من ظلمات حكم الولي الفقيه من دون إصلاحات دستورية وأوجب ما يجب إصلاحه في الدستور هو إلغاء مجلس صيانة الدستور الذي يملك أعلى سلطة في إيران والذي صنعه الولي الفقيه من 12 عضوا جميعهم بالتعيين المباشر وبالتعيين غير المباشر !
وبوجوب إلغاء مجلس تشخيص مصلحة النظام المعين من طرف الولي الفقيه أيضا .
وبوجوب إلغاء مجلس الخبراء المعينين من الولي الفقيه أيضا بصورة غير مباشرة ويدرك ذلك من يملك مثقال ذرة من عقل لو قرأ كيف يتم تصنيع هذه المجالس الثلاث !
ولا قيمة شرعية ولا عقلية ولا أخلاقية مطلقا لأية إنتخابات سياسية تجري في ايران في ظل هذه المجالس الثلاث التي أفرغت الإنتخابات من محتواها ومعناها ومسماها والتي جردت السلطة السياسية من صلاحياتها الطبيعية البديهية والتي أقفلت الطريق على آلاف المنافسين السياسيين لتمنعهم من الوصول إلى سلطة النيابة أو سلطة البلدية أو سلطة الرئاسة .
منذ نحو 30 سنة والمعارضة الإيرانية ضد ولاية الفقيه تقول بمنطق واضح بصحته وضوح الشمس أن الدستور أخذ شرعيته من إنتخابات وإستفتاء جيل 1980 وهذا الجيل أكثريته صار تحت التراب جيل الآباء والأجداد ونحن جيل اليوم من حقنا المقدس أن نختار دستورنا كما اختار أجدادنا وآباؤنا دستورهم لنعيش على ضوء دستورنا كما عاشوا على ضوء دستورهم .
لكن لا حياة لمن تناديه وهو الولي الفقيه.
إقرأ أيضا : إيران إلى أين ؟
نفس الخامنئي أقنعته بأنه هو بمنزلة الإمام علي وكل من أراد عزله وإقالته فهو بمنزلة الخوارج والبغاة على قداسته لذلك لن يقبل بالمطالب المشروعة للمعارضة الإيرانية إلا بعد أن تغرق إيران ببحر من الدماء ديدنه بذلك كديدن كل طاغية في الغابر والحاضر .
الولي الفقيه رب من أرباب البراغماتية المتطرفة يمارسها بكل الوسائل لأجل أن يبقى مستبدا بالسلطة وبصلاحياته التي ينازع بها رداء الله بالكبرياء والعظمة.
ومن براغماتيته المتطرفة أنه يذهب للغرب وأميركا لإبرام معهم الصفقات والتسويات كلما شعر بخطر سقوط نظامه مقابل بقاء حركة المعارضة الإيرانية ضده موضوعة على لائحة الإرهاب لشل نشاطها في العالم ضد نظام ولاية الفقيه وإن وضعها على لائحة الإرهاب من نحو 30 سنة ثمرة من ثمرات هذه الصفقات بين الولي الفقيه وأميركا وأوروبا !
أية منظمة سياسية توضع على لائحة الإرهاب ستتعرض للشلل بحركتها نتيجة انعدام المال بيدها بسبب وضعها على لائحة الإرهاب .
إقرأ أيضا : ترامب والإحتجاجات الإيرانية
إن قوى المعارضة الإيرانية ضد ولاية الفقيه منذ 30 سنة وهي تطالب بإصلاحات دستورية لإخراج الدولة من سطوة إستبداد الأجهزة الأمنية القمعية التابعة لولاية الفقيه ولم تتمكن من إصلاح حرف في الدستور علما أن قوى المعارضة السياسية الإيرانية ضد ولاية الفقيه حازت على أغلبية أصوات الشعب الإيراني بكل الإنتخابات التي جرت بصورة مسرحية هزلية رغم التضييق عليها وتشديد طوق القمع على رقبتها.
البراغماتية المتطرفة التي تمارسها ولاية الفقيه في المنطقة سمحت لها في ظل شعارها " الموت لأميركا " بأن تتحالف مع أميركا للسيطرة على العراق ولقد تحالفت مع أميركا وسيطرت على العراق وسلبت منه نحو 500 مليار دولار مولت منها حليفها المقدس آية الله بوتين ليقف معها بحروبها في سوريا واليمن والعراق ولبنان للدفاع عن أنظمة طاغوتية في هذه الدول كبشار الأسد وعلي عبد الله صالح ونوري المالكي وجبران باسيل وإميل لحود طالما أنهم يسيرون سياسيا وفق خريطتها في حب التوسع في العالم العربي.