قتل تسعة بينهم فرد من الحرس الثوري وعناصر من الشرطة - في محافظة أصفهان مساء أمس، ليرتفع عدد القتلى إلى 21 في الاحتجاجات الإيرانية المستمرة منذ الخميس الماضي، وذلك وسط حملة من الاعتقالات شملت أكثر من 450.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن من وصفتهم بالمخربين أطلقوا النار من سلاح صيد باتجاه القوات الأمنية مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الحرس الثوري، مشيرة إلى أن هذا العنصر كان يعمل ضمن القوات الجوية للحرس في محافظة أصفهان وسط البلاد.
وقتل أمس أيضا ستة متظاهرين في مواجهات مع قوات الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة في مدينة قهدريجان في نفس المحافظة، طبقا للمصادر نفسها.
كما قتل فتى في الـ11 من العمر وأصيب والده بجروح بنيران متظاهرين أثناء عبورهما قرب تجمع في خميني شهر، وذلك بعد إعلان السلطات عن مقتل شرطي برصاص أطلق من سلاح صيد في نجف آباد. وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 21 خلال ستة أيام من الاحتجاجات المناهضة للسياسات الاقتصادية.
وقد خرجت مظاهرات ليلية أمس الاثنين لليوم السادس على التوالي في أكثر من مدينة في إيران، رفع فيها المتظاهرون شعارات ضد النظام.
وفي المقابل خرجت مظاهرات مضادة رفعت شعارات مناهضة لمن أسمتهم "مثيري الشغب"، وطالبت الحكومة بإصلاحات اقتصادية للحد من التضخم والبطالة وارتفاع الأسعار.
من جانبها أعلنت السلطات الأمنية قيامها بحملة اعتقالات شملت من وصفتهم بــ"محركي الفوضى"، لكنها لم تحدد عددهم، وكان مسؤول في الداخلية أعلن أن السلطات ستبدأ التعامل بصرامة مع كل أشكال العنف والفوضى.
وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها ألقت القبض على عدد ممن وصفتهم بمثيري الفوضى، وأنها تعرفت على آخرين وستتصدى لهم.
لكن وكالة "إيرنا" العمالية نقلت عن علي أصغر ناصر بخت نائب حاكم طهران قوله إنه تم اعتقال مئتي شخص يوم السبت، و150 الأحد ونحو مئة أمس الاثنين.
تصريحات
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الشعب سينزل بالملايين إلى الشوارع إذا اقتضت الضرورة دعما للنظام والثورة، مضيفا أن حكومته تتعامل مع المظاهرات على أنها فرصة للتحسين وليست تهديدا للنظام.
كما أشار إلى أن بعض المتظاهرين لديهم مطالب محقة وليسوا جميعا مرتبطين بالخارج.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف إن الأوضاع في البلاد تحت السيطرة، وإن الحرس الثوري لا يرى ضرورة للتدخل فيما يحدث بالبلاد.
وأوضح شريف أن مقر" ثأر الله" التابع للحرس الثوري هو المسؤول عن الاستقرار والأمن في العاصمة، وأنه يتابع الأوضاع عن كثب.
أما أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني فقال إن المظاهرات التي تشهدها إيران تُوجه من الخارج.
وأضاف أن أغلب الوسوم أو الهشتاغات الخاصة بالأوضاع الحالية في إيران تنشر من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية.
وأشار إلى أن الشعب الإيراني لديه حساسية من تدخل السعودية في الشؤون الداخلية لإيران.
وحذر الرياض من رد فعل خطير من طهران على تدخلاتها، وقال إن السعودية لا يمكن أن تغطي على فشلها في اليمن بمحاولة تحريك الشارع الإيراني.