أولاً: حساسية الرئيس روحاني
توجّه الرئيس حسن روحاني بالأمس للمتظاهرين الإيرانيّين المعارضين، المعذورين في حركتهم، بلفت النظر لوضع إيران "الحساس"، هكذا، على المتظاهرين الذين اكتووا بنيران الحروب "المُصدّرة" للخارج على يد الحرس الثوري، والتي انعكست على حياتهم بطالةً وفقراً وذُلّا وقهراً وضياعاً، أن يتنبّهوا إلى مدى حساسية الوضع الداخلي في إيران، أمّا الذين يمسكون بتلابيب البلاد من قمّة الهرم (المرشد الأعلى) حتى الحرس الثوري وجنرالات حروب المغامرة في المحيط العربي، فهم براء من مسؤولية الوضع الحساس هذا.
إقرأ أيضًا: النأي بالنفس يظهر في إيران ... الطرف الآخر للهلال الشيعي
ثانياً: سماحة الرئيس: الوضع الحساس ليس مُستجدّاً
وضع إيران الحساس هذا ليس مستجدّاً سماحة الرئيس، هو قديم قدم تاريخ إنشاء الميليشيات "الثورية" ودعمها في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق، وفي مقدمها احتضان نظام الأسد في سوريا، إغداق المساعدات لنظام الأسد-الأب، والانخراط الفعلي في الحرب الدائرة دعماً لنظام الأسد-الابن، وذلك تحت ذرائع عجيبة ووهمية، وفي مقدمها حماية جبهة المقاومة والممانعة، والتي انحرفت عن مهمتها الأساسية في فلسطين المحتلة إلى الحروب الأهلية في سوريا واليمن.
إقرأ أيضًا: إلى جبران باسيل ... العداء لإسرائيل قائم على الصراعات الأيديولوجية
ثالثاً: الأوضاع الحساسة هي مصدر الثورات
وضع التوانسة الحساس هو الذي دفع "البوعزيزي" في تونس لإحراق نفسه بعد أن صادرت السلطة مصدر رزقه المزري، وتسبّب قربانه بالثورة التونسية، ووضع الليبيّين الحساس مع الديكتاتور القذافي وأبنائه و"لجانه الثورية" هو الذي حفّز الليبيين للانتفاض والثورة وإسقاط الديكتاتورية، كذلك الحال في مصر الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يستعد لتوريث إبنه الجمهورية التي عادت إليها الملكية بسياسة التوريث التي استنّها حافظ الأسد بتوريث إبنه "عرش" سوريا، فدمّر البلاد وقتل الأبرياء وسجنهم وعذبهم وشرّد نصف الشعب في الداخل والخارج.
الأوضاع "الحساسة" هي التي تبعث الثورات وتُضرم نيرانها يا سماحة الرئيس، وعلى عاتقكم وحدكم (مع المرشد الأعلى) أن "تتحسّسوا" آلام الشعب الإيراني، فتكفّوا عن تبديد الثروة النفطية (خمسة ملايين برميل يومياً) ، وتقطعوا دابر الحرس الثوري من المنطقة العربية، وكما ردّد المتظاهرون الأوائل: دعكم من سوريا واهتموا بشؤوننا.
فعلاً الوضع حساس، وحساسٌ جداً ، والمعالجات ينبغي أن تكون دقيقة وعاجلة ، فالجوعُ كافر، والشعب الإيراني يستحق العيش بكرامة وعزة وأمان.