اجتاح الفيديو، المنصات الرقمية، منذ أن قرّرت شركة "فيسبوك" قلب خوارزميتها لدعم محتوى الفيديو على حساب الكتابة، ومنذ أن خنقت المقاطع القادمة من "يوتيوب" حتى لا تصل إلى الجمهور عبر منصتها. وعرفت مقاطع الفيديو سنة 2017 تغييرات كبرى من حيث الإقبال عليها والدفع من أجلها والتعامل مع أذواق المشاهدين.
وفق موقع إحصاءات الفيديو في الإنترنت Tubular Insights، فإن الفيديو تحوّل إلى منصة مقنعة جداً للمشاهد والوسيلة الإعلامية، فهو أكثر فعالية من النص والصوت، لخلق علاقة عاطفية مع الجماهير في جميع المجالات، خصوصاً أن "فيسبوك" ضغطت في اتجاه فرض الفيديو على صنّاع المحتوى.
وكما فعلت، في وقت سابق، عند إطلاق المقالات الفورية، تلاعبت "فيسبوك" بخوارزمية ظهور المحتوى لإيلاء الأولوية للبث الحي والفيديو، ودفعت للمشاهير والمؤثرين من أجل استخدامها، وهو ما حوّلها إلى خيار أول لوسائل الإعلام. وفي الشهر الماضي فقط، أطلقت "فيسبوك" تطبيقاً يجمع منتجي المحتوى لتقديم مجموعة جديدة من الأدوات الإبداعية.
قفز محتوى الفيديو الإعلاني في "فيسبوك" بنسبة 258 في المائة منذ عام 2016، ولا تظهر أي إشارات على انخفاض هذا النمو، فالفيديو الدعائي يضمن السلطة والمصداقية، والوصول إلى العلامات التجارية، مع ضمان نموذج عمل أكثر أمناً وأكثر موثوقية للمبدعين ووسائل الإعلام، لا سيما عند محاولة استهداف جماهير متخصصة أو جديدة.
تتجه الجماهير أكثر نحو المقاطع الصغيرة سريعة الزوال أو تلك الطويلة الغامرة رغم ما يبدو بأنه تناقض، الجمهور لم يعد يتحمل مشاهدة 30 ثانية من إعلان كما كان الحال في التلفزيون، وهذا أكبر سبب وراء توجه المعلنين إلى صنع إعلانات لا تتجاوز 6 ثوانٍ، وهو ما يطرح تحدي الإبقاء على التأثير. كما يحب الجمهور ذلك الفيديو "المثير للاهتمام"، الذي يستولي على انتباهه ويدخله في القصة بدلاً من مجرد التحدث معه.
وهنا يطرح أمام وسائل الإعلام تحدي ضمان محتوىً يجعل انتباه الجمهور مشدوداً سواء بمقاطع قصيرة مثيرة أو طويلة بقصص فريدة، ورؤية محتوىً لم يروه من قبل، أو قصص من زوايا جديدة جداً، ووفق الموقع لا يعني الانتقال إلى الفيديو أن المهمة قد انتهت، بل يجب أن يكون المحتوى مصنوعاً للفيديو ومغرياً بالاستكشاف، وليس مجرد انتقال من النص إلى الفيديو دون اعتبار لتغير المعايير.
(العربي الجديد)