احتجاجات ضد الغلاء والفساد بإيران واعتقال العشرات
 

نظم عدد من الإيرانيين بمحافظة كرمنشاه غربي البلاد مسيرات للاحتجاج على ما أسموه "سرقة ثروات المواطنين من قبل مؤسسات مالية قدمت لهم وعودا زائفة بالاستثمارات وللتنديد بزيادة الحكومة في أسعار السلع والضرائب، وتدخلت قوات الشرطة الإيرانية لتفريق محتجين بكرمنشاه، كما اعتقلت السلطات بمدينة مشهد نحو 52 شخصاً بتهمة محاولة حرق وتخريب ممتلكات عامة في مظاهرة شهدتها المدينة أمس الجمعة.

وقد ردد المتظاهرون في مدينة كرمنشاه هتافات ضد الغلاء والفساد والفقر والبطالة وطالبوا الحكومة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتأتي هذه المظاهرة بعد يوم على خروج مظاهرة أخرى في مدينة مشهد للتنديد بالغلاء ولمطالبة السلطات الإيرانية بوقف الدعم للنظام السوري والاهتمام أكثر بأوضاع الإيرانيين.

من جهة ثانية، أظهرت تسجيلات مصورة متظاهرين في مشهد وهم يهتفون "الموت لروحاني"، كما رفع المتظاهرون في مدن إيرانية أخرى شعارات من بينها "استحِ يا سيد علي واترك الحكم" (علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني)، على حدّ ما أوردت "سكاي نيوز".

هذا وقد واصل المتظاهرون احتجاجاتهم متحدين التهديدات التي أطلقها مسؤولين إيرانيين، اعتبروا المظاهرات "تجمعات غير قانونية ويقودها معارضون للحكومة".

في هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز أن نحو ثلاثمئة متظاهر تجمعوا عقب ما وصفتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية بأنها "دعوة من معارضين للثورة" وهتفوا "أطلقوا سراح السجناء السياسيين" و"الحرية أو الموت"، وأشارت وكالة فارس إلى أنهم أتلفوا ممتلكات عامة، ولم تذكر الوكالة الجهة المعارضة التي دعت إلى الاحتجاج.

تدخل الشرطة

أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي استخدام شرطة مكافحة الشغب مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في كرمنشاه.

من جهته، قال محمد رحيم نوروزيان حاكم مدينة مشهد الواقعة شمال شرقي البلاد إن السلطات اعتقلت 52 شخصا أمس في مشهد بتهمة محاولة حرق وتخريب بعض الممتلكات العامة في المظاهرة التي شهدتها ثاني كبرى مدن إيران.

وصرح رئيس محكمة مشهد الثورية حسين حيدري بأن السلطات أوقفت هؤلاء الأشخاص بسبب ترديدهم "شعارات لاذعة"، وأضاف حيدري "نحن نعتبر التظاهر أحد حقوق الشعب، لكن إذا ما أراد بعض الناس استغلال المشاعر وركوب الموجة فلن ننتظر وسنواجههم فورا".

وزارة الداخلية

قال المساعد الأمني لمحافظ العاصمة طهران إن وزارة الداخلية لم تمنح أي تجمع احتجاجي الترخيص القانوني اللازم، وعليه فإنه سيكون التعامل مع أي تجمعات على أنها غير قانونية.

واتهم النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري تيارا سياسيا بعينه بالوقوف وراء تحريك الشارع الإيراني للخروج بمظاهرات احتجاجية ضد حكومة الرئيس روحاني وسياساته الاقتصادية، وقال إن هذا التيار الذي لم يسمه يتخذ من رفع أسعار بعض السلع الغذائية وبعض المشتقات النفطية ذريعة لتوجيه الانتقادات للرئيس وحكومته عبر تشجيع الناس للخروج في مظاهرات ضد الحكومة.

ودعا علم الهدى ممثل المرشد الإيراني في مشهد إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المحتجين، قائلا إن عددا قليلا من الأشخاص استغل احتجاجات الخميس على ارتفاع الأسعار لرفع شعارات مناهضة لتدخل طهران في نزاعات إقليمية.

الحرس الثوري

وفي سياق متصل، دعا الحرس الثوري الإيراني في بيان له بمناسبة ذكرى أحداث ما بعد انتخابات 2009 إلى وحدة الشعب الإيراني واليقظة لمواجهة ما وصفه مخطط فتنة جديدة يستهدف إيران، وقال إن أميركا وإسرائيل وبريطانيا والجبهة المعادية للثورة في الداخل والخارج والرجعية تتبع أسلوبا مخادعا جديدا لإحداث فتنة في البلاد واستهداف حركة ثورتها خارج الحدود، وأكد البيان أن الحرس الثوري يرصد ويتابع تحركات أعداء الداخل والخارج ولن يسمح لهم بإلحاق الضرر بالبلاد.

الولايات المتحدة تدين


أدانت الولايات المتحدة بـ"حزم"، أمس الجمعة، موجة الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن الإيرانية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان "إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَين إلى دولة مارقة تصدر أساسا العنف وسفك الدماء والفوضى"، وأضافت أن واشنطن "تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين"، وتابعت: "نحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بالحقوق الأساسية وبإنهاء الفساد".