حفل عام 2017 بإنجازات طبية عديدة، لاقت صدى واسعا على مستوى العالم، لكونها نقطة انطلاق لعلاج أمرض قاتلة، عجز أمامها الطب طويلا، مثل الزهايمر والسل والسرطان والإيدز وغيرها.
وتم في هذا الإطار رصد أبرز 20 إنجازا طبيا سُلطت عليها الأضواء في 2017.
أول رحم اصطناعي:
علماء أمريكيون طوروا أول رحم صناعي يشبه الكيس، ويحاكي الرحم الأصلي ووظائف المشيمة.
ويتيح الرحم المملوء بمادة سائلة للأطفال الخدّج، أن يستكملوا نموهم على مستوى الرئتين وباقي الأعضاء بشكل سليم.
لكن الرحم، الذي جرى تطويره في مستشفى الأطفال بفيلاديلفيا في الولايات المتحدة، ما زال بحاجة إلى قرابة 10 أعوام لاستخدامه في المستشفيات.
عقار يستهدف الزهايمر:
باحثون في جامعة توهوكو اليابانية يطورون عقارا يمكن أن يتحول مستقبلا إلى أول دواء لعلاج لمرض الزهايمر يطلق عليه اسم (SAK3).
ويعمل العقار على تحفيز الدماغ على إنتاج مادة "أستيل كولين"، التي تحسن الإدراك والذاكرة، ويقلل مستويات لويحات لزجة في الدماغ، تسمى بروتين "أميلويد بيتا"، تتراكم في الدماغ، قبل عقود من ظهور أعراض الزهايمر.
عضو بشري جديد:
باحثون في مستشفى جامعة "ليميريك" بالدنمارك كشفوا عن عضو جديد في الجسم، ليرفع عدد الأعضاء البشرية إلى 79.
والعضو الجديد يطلق عليه اسم "المسراق" (Mesentery)، وكان يعتقد في السابق أنه جزء من هيكل الجهاز الهضمي، بينما هو في الواقع عضو مستقل، وهو ما يفتح الباب أمام آفاق جديدة في مجال العلوم الطبية.
ويتم الآن تدريس طلاب الطب "المسراق" على أنه عضو مستقل، كما أن كتاب الطب الشهير "جريز أناتومي" أعاد تعريفه وفقا للاكتشاف الجديد.
الساعة البيولوجية:
تقاسم جائزة نوبل في الطب لعام 2017 العلماء الأمريكيون جيفري هول ومايكل روسباش ومايكل يونج، بفضل كشفهم عن طريقة عمل الساعة البيولوجية في الجسم البشري.
وكشف البحث، الذي أجراه العلماء الثلاثة على ذباب الفاكهة، كيف أن حركة التغذية المرتدة للجزيئات كانت تراعي الوقت وتتكيف معه.
وعزل جيفري هول ومايكل روسباش جزءا من الحمض النووي، يُسمى جين "الفترة" (Period Gene)، ويؤدي دورا في إيقاع الساعة البيولوجية.
واكتشف مايكل يونج جينا آخر يسمى "الوقت المزدوج" (double-time) ساعد في تكيف مستويات دوران جين يسمى "بي إي أر" مع دورة يوم كامل لمدة 24 ساعة.
محو الذكريات المؤلمة:
علماء بجامعة تورنتو الكندية توصلوا لطريقة يمكن بها محو الذكريات المؤلمة من أدمغة البشر، في خبر سار لمن عانوا صدمات نفسية مازالت عالقة في أذهانهم.
واعتمد الباحثون على إنتاج بروتين معين بشكل مفرط في الدماغ، ما يؤدي إلى إثارة الخلايا العصبية التي تنتج الذكريات السيئة.
لكن علماء بريطانيون حذروا من أن الأمر ينطوي على تعقيدات أخلاقية، إذ إنه سيمنع البشر من التعلم من الأخطاء التي ارتكبوها.
دم صناعي:
علماء بريطانيون حققوا تقدما مهما نحو إنتاج دم صناعي في المختبر بكميات كبيرة، ما يبث الأمل لإنقاذ أشخاص عديدين يحتاجون لدم من متبرعين، وخاصة ذوي فصائل الدم النادرة.
وحاليا يعتمد إنتاج الدم معمليا على استخدام نوع معين من الخلايا الجذعية، تنتج خلايا الدم الحمراء في الجسم والتعامل معها لتنتج الدم في المعمل، لكن هذه الخلية الجذعية تحترق قبل أن يتجاوز ما تنتجه 50 ألف من كرات الدم الحمراء.
غير أن الأسلوب الجديد، الذي طوره باحثون بجامعة بريستول البريطانية، يعتمد على محاصرة الخلية الجذعية المسؤولة عن إنتاج الدم وهي في مرحلة مبكرة من النمو وزرعها، لتنتج أعدادا لا نهائية من الخلايا الجذعية، وهو ما يقول العلماء إنه جعل هذه الخلايا "غير قابلة للموت".
أول عقار لعلاج سرطان جلدي نادر:
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت أول دواء يعالج المصابين البالغين والأطفال فوق سن 12 عاما بنوع نادر من سرطان الجلد.
والعلاج الجديد يدعى "أفيلوماب" (Avelumab)، ويعالج سرطان الجلد النَقيلي (Metastatic)، وهو أكثر أنواع أورام الجلد شراسة، حيث ينتشر تحت الجلد أيضا.
طفل من "أب وأمّين":
هيئة الإخصاب وعلوم الأجنة في بريطانيا منحت أول موافقة في البلاد لأطباء بمدينة نيوكاسل، لإجراء عملية إنجاب طفل أنابيب من ثلاثة أفراد (أب وأمّين)، بهدف محاربة الأمراض الوراثية الفتّاكة.
وقال الأطباء إن هذه التقنية من شأنها أن تمنع إصابة المواليد بمرض "الميتوكوندريا"، المتسبب في إصابة الأطفال بضعف العضلات، العمى، الصمم، قصور التعلم، السكري، فشل القلب، الكبد. وغالبا ما يكون المرض قاتلا.
شبكية اصطناعية للعين:
علماء من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا تمكنوا من تطوير وزراعة شبكية اصطناعية للعين، يمكن أن تساعد ملايين الأشخاص في استعادة أبصارهم
واستطاع فريق البحث تطوير شبكية صناعية تتكون من طبقة رقيقة من بوليمر موصل، موضوعة على قاعدة حريرية ومغطاة بطبقة من البوليمر شبه الموصل.
ويتلخص عمل الشبكية الجديدة في تحسس الضوء وترجمته لنبضات كهربائية، تتحسسها أعصاب الشبكية المتضررة لتصل للدماغ.
أول عقار لعلاج السرطان بالعلامات الوراثية:
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت عقارا هو الأول من نوعه لعلاج السرطان على أساس العلامات البيولوجية الوراثية، وليس على حسب نوع العضو الذي انتشر به الورم.
والعقار الجديد يدعى "كيترودا" (Keytruda)، ويعالج الكبار والصغار من الأورام الصلبة التي تم تحديدها على أساس وجود علامات بيولوجية، ويعمل على البروتينات الموجودة في الخلايا المناعية للجسم وبعض الخلايا السرطانية.
أول شبكية صناعية للعين من مواد ليّنة:
باحثون في جامعة أوكسفورد البريطانية ابتكروا أول شبكية صناعية للعين، مصنوعة من مواد ليّنة في العالم، تتشابه إلى حد كبير مع الشبكية الطبيعية، ما يعطي أملا لمن يعانون من مشاكل الإبصار.
وتم تصنيع الشبكية الجديدة لتبدو مثل الكاميرا، وتقوم الخلايا بمهمة النقاط الضوئية "البكسل"، حيث ترصد الضوء والتفاعل معه لتعطي في النهاية صورة رمادية.
ويمكن أن تعالج هذه الشبكية حالات العمى الناتج عن تدهور أو اعتلال شبكية العين، بسبب "التهاب الشبكية الصباغي"، وهو مرض وراثي يؤدي إلى ضمور شبكية العين وفقدان البصر تدريجيا.
اختبار للكشف عن 13 نوعا من السرطان:
باحثون في المركز الوطني الياباني للسرطان طوروا اختبارا جديدا يمكن أن يشخص 13 نوعا مختلفا من السرطان، باستخدام قطرة واحدة من الدم.
ويركز الاختبار على الاختلافات في الحمض الريبوزي النووي الميكروي (miRNA)، الذي تفرزه الخلايا في الدم كوسيلة للاتصال بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية.
وباستخدام قطرة دم واحدة يستطيع الاختبار اكتشاف 13 نوعا من السرطان، أبرزها سرطانات الثدي والرئة والمعدة والمسالك القولونية والمستقيم والمريء والكبد والبنكرياس.
أول علاج مناعي لسرطان الدم:
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت أول علاج لأحد أنواع سرطان الدم، يعتمد على إعادة تصميم الجهاز المناعي للمرضى ليتمكن من مهاجمة الخلايا السرطانية.
ويحمل العلاج اسم "كيمراية" (Kymriah)، وهو يعالج بعض المرضى الأطفال والبالغين من سرطان الدم الليمفاوي الحاد.
مقص "كريسبر-كاس 9" لتحرير الجينات:
باحثون صينيون أجروا عملية جراحية كيمائية دقيقة على أجنة بشرية لعلاج أحد أمراض اضطرابات الدم الوراثية للمرة الأولى في العالم.
واعتمد العلماء على تقنية تدعى "كريسبر-كاس 9" تعمل مثل مقص للجزيئات، يتيح التخلص من الأجزاء غير المرغوب فيها من الطاقم الجيني البشري الكامل "الجينوم"، لتحل محلها أجزاء جديدة من الحمض النووي الوراثي.
وأوضح العلماء أنهم عدّلوا أجنة مختبرية لم يُجر زرعها، لعلاج مرض "بيتا ثلاسيميا"، وهو مجموعة من اضطرابات الدم الوراثية.
أمعاء بشرية في المختبر:
باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية طورا أمعاء بشرية في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية، وزرعها بنجاح في أجسام فئران، ما يمهد الطرق لعلاج اضطرابات الأمعاء وأمراض الجهاز الهضمي.
وشكل الباحثون الأمعاء في المختبر باستخدام جزأين أساسين، وهما خلايا الأمعاء والهيكل الذي تنمو فيه، للحفاظ على شكل الأمعاء.
ووجد الباحثون أن الأمعاء الجديدة بدأت بالعمل بشكل يماثل الأمعاء الأصلية، لاستيعاب ونقل المغذيات، ولكن هذه الطريقة ما تزال في المراحل المبكرة.
أول علاج متكامل لـ"الإيدز":
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت أول علاج متكامل لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، يشمل عقارين فقط بدلا من العلاجات السابقة التي كانت تضم ثلاثة أدوية فأكثر.
ويحمل العقار اسم "جولوكا" (Juluca)، ويشمل عقارين هما: "دوليوتقرافير" و"رلببفيرين"، وأثبت نتائج فعالة في قمع الفيروس مقارنة مع عقاقير أخرى.
أول عقار "رقمي":
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على استخدام أول عقار "رقمي" في الولايات المتحدة، أي يمكن تتبعه رقميا في الجسم، ويستخدم لعلاج مرض الفصام.
ويحمل العقار اسم "أبليفي" (Abilify) ويعالج مرض الفصام "الشيزوفرينيا" والهلوسة، إضافة إلى استخدامه كعقار إضافي لعلاج الاكتئاب لدى البالغين.
ويحتوي القرص من الدواء على مستشعر قابل للهضم ينشط لدى تفاعله مع سوائل المعدة، فيسجل تناول المرضى للعقار، ويرسل البيانات إلى أجهزة الهواتف الذكية للمرضى، ليتيقنوا من تناولهم الدواء، وكذلك إلى الأطباء في حالة موافقة المرضى.
طفلة من مضغة مجمّدة منذ 24 عاما:
في إنجاز طبي غير مسبوق، ولدت الطفلة إيما رين، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد أن تم تجميدها كمضغة منذ 24 عاما ونصف العام، ما يجعلها أطول فترة تجميد قبل أن يتم نقلها إلى رحم سيدة وولادتها بنجاح.
وقال الباحثون في جامعة تينيسي بريستون الطبية بالولايات المتحدة، إن عملية تجميد المضغة تمت في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1992، أي بعد حوالي 18 شهرا من ميلاد الأم جيبسون.
أول علاج جيني لنوع نادر من فقدان الرؤية:
هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت أول علاج جيني بالولايات المتحدة لعلاج من يعانون من نوع نادر من فقدان الرؤية الوراثي، الذي قد يؤدي إلى العمى.
ويحمل العقار اسم "لوكستورنا" (Luxturna)، وهو يحسن من رؤية الأطفال البالغين المصابين بنوع نادر من العمى نتيجة ضمور الشبكية.
وعبر العلاج يتم إعطاء الجينات التصحيحية مباشرة للمرضى، ويتداخل هذا التحول الجيني مع إنتاج إنزيم ضروري للرؤية الطبيعية.
أجنة اصطناعية باستخدام الخلايا الجذعية:
علماء في جامعة كمبريدج البريطانية طورا "أجنة اصطناعية" في المعمل، باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من الفئران، في تجربة يعتقدون أنها الأولى من نوعها في العالم، لفهم طريقة تطوير المرحلة الأولى للأجنة.
واستخدم العلماء نوعين من الخلايا الجذعية وأنسجة دعامات ثلاثية الأبعاد لتطوير بنية حيوية تشبة إلى حد ما جنين الفأر الطبيعي، واستطاع الفريق لأغراض بحثية إظهار كيف تتبع الجنين الصناعي نمط تطور الجنين العادي نفسه، حيث ترتب الخلايا الجذعية نفسها بالطريقة ذاتها.
ويأمل الباحثون أن يساهم عملهم في تحسين علاجات الخصوبة، ويقدم أيضا رؤى مفيدة حول طريقة تطور المراحل الأولى للأجنة.