الجولات المتواترة لقيادات عسكرية تابعة لإيران في جنوب لبنان تُحرج حكومة الرئيس سعد الحريري
 

بعد زيارة زعيم حركة "عصائب أهل الحق" العراقية قيس الخزعلي إلى جنوب لبنان برفقة عناصر من حزب الله، أطل زعيم حركة "لواء الإمام الباقر" الشيعية السورية الحاج حمزة الملقب "بأبو العباس" ليُثير الضجة مجددًا على الحدود اللبنانية.
وذلك بعد أن نشرت صفحة "لواء الإمام الباقر" على صفحتها عبر موقع فيسبوك صورًا لقائد اللواء أبو العباس، أثناء جولة له يُعتقد أنها جرت قبل أيام قليلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث علقت الصفحة على الصور قائلة: "فلتعلم إسرائيل أننا على حدودها، وسيأتي اليوم الذي نكسر فيه حدودها".
وأثارت تلك الصور العديد من الإنتقادات من قبل صحافيين لبنانيين وسياسيين، ومواطنين عاديين اعتبروا في هذا التواجد تحديًا جديدًا للسيادة اللبنانية وللقرار الأممي 1701.
وتشكلت حركة "اللواء الإمام الباقر" عام 2014 في سوريا على أيدي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وتضم عناصر من عشائر سورية معروفة على غرار البكّارة وآل بري والعساسنة، وتتمركز في محافظة حلب شمال غرب سوريا".
وفي هذا السياق، يرى مراقبون نقلاً عن صحيفة "العرب"، "أن الجولات المتواترة لقيادات عسكرية شيعية تابعة لإيران في جنوب لبنان تشكل إحراجًا كبيرًا لحكومة الرئيس سعد الحريري الذي تراجع عن استقالته مقابل التزام حزب الله بمبدأ النأي بالنفس".
ويضيف المراقبون، "إن حزب الله وإن خفض في الفترة الأخيرة من تصريحاته النارية المستهدفة لدول عربية بعينها، إلا أنه يواصل خرق المبدأ المتفق عليه ميدانيًا وهذا أخطر، فإلى جانب استمرار حضوره في جبهات القتال الإقليمية، حوّل جنوب لبنان إلى صندوق بريد تستخدمه إيران لإرسال رسائلها “الملغمة” لخصومها".
 ومن ناحية السلطة اللبنانية، وبعد أن حذرت الحكومة اللبنانية من أي أنشطة عسكرية على الأراضي اللبنانية، وانتقاد الحريري لزيارة الخزعلي إلى جنوب لبنان، يعتقد متابعون، "أن السلطة اللبنانية غير قادرة فعليًا على اتخاذ موقف حازم إزاء التعدي الإيراني وزيارة القيادات العسكرية التابعة له إلى جنوب لبنان، إذ أن أقصى ما قد تذهب إليه هو فتح تحقيق في دخول أبوالعباس، فيما لا يعرف أين وصل التحقيق السابق بخصوص الخزعلي".