مرة جديدة تفشل الصحافة المكتوبة من الصمود في سوق الأخبار والتقارير في الجمهورية اللبنانية.
تفاءل كثر بخبر دخول جريدة "الإتحاد" نادي الصحافة المكتوبة بعد موجة تشاؤم إجتاحت الوسط بسبب إغلاق جريدة "السفير" ذات التاريخ الكبير في هذا المجال.
وكان لإصدار "الإتحاد" دلالات قوية ورسائل مباشرة بأن الصحافة المكتوبة في لبنان لا تزال رقما صعبا ولها ناسها ومتابعيها.
وإن تبنت "الإتحاد" وجهة نظر سياسية معينة إلا أنها كانت متألقة بالتقارير الإجتماعية والمعيشية للمواطن اللبناني وهذا يدل على أن الجريدة لا ينقصها الكادر البشري والإداري لتشغيلها وإدارتها وإعداد تقاريرها.
وعند صدور العدد الأول للجريدة كان واضحًا حجم التغطية الإعلامية من مختلف المواقع والوسائل الإعلامية للحدث والتي أمنت لها في بعض الأحيان حملة دعائية وتسويقية من غير قصد ربما.
لذلك، لا ينقص "الإتحاد" الدعاية ولا الكادر البشري بل مشكلتها في مكان آخر.
فقد تفاجىء اللبنانيون بالأمس بخبر توقف جريدة "الإتحاد" عن الصدور وإنضمامها إلى نادي المعتزلين وأرجعت جريدة "الإتحاد" سبب الإقفال للتعثر المالي والظروف السياسية الخاصة.
إذا، هي عودة إلى المربع الأول، حيث تدفع الصحافة المكتوبة فواتير الولاء السياسي في سوق لا يعترف بالموضوعية أبدا.
قصة تتكرر كل يوم عن واقع الصحافة المكتوبة في لبنان والأخطار التي تحدق بها.
تجربة "الإتحاد" قصيرة جدا لكنها تخبر الكثير عن الواقع المزري لصحافة لبنان المكتوبة وإن أعادت "الإتحاد" بعض الأمل للصحافة عند صدورها فهي قضت على هذا الأمل نهائيا بعد إقفالها بالأمس.