باتت أحداث الحدود اللبنانية السورية الخبر الاول في الإعلام المحلي والعربي وباتت هذه الحدود مسرحا للاحداث الميدانية والسياسية وترتسم من خلالها مراحل جديدة للصراع الدائر في سوريا والذي تخطى منظومة الثورات ليصبح المشهد أكثر تعقيدا من الناحيتين العسكرية والسياسية وإن التهديد الذي أطلقته الحكومة السورية إلى لبنان وما أوردته اليوم صحيفة الثورة السورية من شأنه أن يوضح أكثر الإنزعاج السوري العسكري والسياسي تجاه الحدود اللبنانية .
فقد أوردت صحيفة الثورة السورية ما يشبه الإنذار الأخير وقالت : " الواضح ان لبنان كان ضحية ادوار وقوى لا تمثل الدولة بمنطوق الرغبة لكنها تغض الطرف وتتعامل مع المسألة بازدواجية واضحة عبرت عن نفسها بطريقة الادعاء بعدم المعرفة، وحين استدلت على القرينة سرعان ما علا صوت الحكومة اللبنانية ليردد شعارات فارغة وغير مقنعة ولا تساوي من الناحية العملية الحبر الذي كُتبت فيه."
وقد اعتبرت الصحيفة أيضا أن المسألة اليوم وصلت إلى انحناءات حادة وتقف على المنعطف الخطير وبالتالي من المنطقي أن ننظر إلى الأمور بالاسقاطات التي تحملها كما يتم النظر إليها بالتداعيات التي تقود إليها، وفي المقدمة أن لا أحد بمقدوره أنْ يتجاهل المقدرة السورية على إعادة ضبط الإيقاع، وإذا تخيل البعض أو توهم غير ذلك فإنه يكون قد وقع في المحظور القاتل وفي فخ الحسابات الخاطئة.
وقالت الصحيفة : الرسالة السورية للحكومة اللبنانية ليست أكثر من إشعار سياسي يقتضي أنه ينطوي أيضا على إخبار أبعد قليلا من السياسة وقد كان بمقدور الأطراف اللبنانية وحكومتها أن تقرأ جيدا عناوينها على الأقل إذا ما عجزت عن قراءة التفاصيل .
أمام هذا الموقف السوري تجاه لبنان والذي يأتي بعد التهديد السوري عبر الرسالة السورية منذ أيام وأمام ما برز من معلومات عن حشودات عسكرية سورية على الحدود اللبنانية وما أورده لؤي المقداد من معلومات حول عملية تنسيق عسكرية يجري الاعداد لها بين حزب الله والجيش النظامي السوري على الحدود اللبنانية السورية فهل تكون هذه مقدمات لعمل عسكري تقوم به سوريا على حدودها مع لبنان ؟!