فاجأ رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل اللبنانيين بالأمس بكلامه عن إسرائيل وتقبله لفكرة وجودها.
باسيل الذي إعتبر أنه لا ينظر إلى القضية من منطلق أيديولوجي أعمى بل بحرص على وجود إسرائيل وأمانها ، شكل كلامه مادة دسمة بين الناشطين على السوشيال ميديا إلا أنه لم يلق أي إعتراض أو توبيخ من قبل أي مسؤول في الدولة اللبنانية ، ما جعل البعض يسأل عن الأسباب الحقيقية لذلك.
إقرأ أيضا : حليف حزب الله لا يرفض وجود إسرائيل ... ماذا لو قالها أحد غيره ؟
وتراوحت الإجابات بين أن حزب الله يشعر بالإحراج مما قاله باسيل وهو عاجز عن الرد عليه إعلاميا وبين من دعا إلى وضع كلام باسيل في سياق سياسي معين عنوانه " صفقة القرن " لحل القضية الفلسطينية.
وربطا بهذه النقطة بالذات ، لا بد من الإشارة أن بعض المراقبين رأوا في سكوت السياسيين في لبنان عن كلام باسيل إعتراف ضمني بقبولهم به ولعلمهم أنه لم يخرج عن قواعد اللعبة السياسية حول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المحدد بإطار إتفاقية بيروت للسلام مع إسرائيل التي أقرت في العام 2002 ووافق عليها جميع الدول العربية ومن ضمنهم لبنان في عهد الرئيس إميل لحود وفي زمن التواجد السوري داخل لبنان.
فمنذ تلك اللحظة التي قدم العرب بها إتفاقية للسلام مع إسرائيل أصبح هناك شبه توافق سياسي داخلي في الأماكن الضيقة على التسليم بالسلام مع العدو الصهيوني على الرغم من إستعراضاتهم الفارغة عبر الإعلام.
وبالتالي ، يرى البعض أن باسيل بكلامه هذا يعبر عما يقوله السياسيين اللبنانيين في جلساتهم الخاصة ومن يراهن على أن القضاء سيطال باسيل في هذا الشق سيكون جد واهم.