شارك مفتي الجمهورية اللّبنانية الشيخ عبد اللّطيف دريان في "المؤتمر الدولي عن مشاريع التطوير والتعمير في مكة المكرمة" الذي أقيم في محافظة جدّة السعودية برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
وشدّد المفتي دريان في كلمة ألقاها على أنّ "كلّ ما قامت به المملكة العربية السعودية وتقوم به لشعبها، ولسائر شعوب العالم الإسلامي، ينطلق من شعور عالي المستوى بحمل الرسالة، وأداء الأمانة لله ولعباده وعباده".
وقال "إنّنا نشهد كلّ عام ليس جهود الهيئات الرسمية والأمنية في الرعاية والحماية فقط، بل ونشهد جهود آلاف المتطوعين والمتطوعات من هذا الشعب الكريم، سعياً لعمل الخير، ولاحتساب الأجر، ولإشعار كلّ وارد لأداء المناسك، أنّه في عين مملكة الخير وقلبها، وقلوب أبنائها".
وأشار إلى أنّ "شرعية الجماعة التي لا يقتصر الأمر فيها على هذا الحرم الآمن، الذي سيظلّ كذلك بعون الله وتأييده وتوفيقه، بل وعلى إحساسنا جميعاً نحن المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، أنّ لنا قيادة قوية وحاضنة، تتمثل في المملكة العربية السعودية، وهي شرعية تقوم على الكفاية والقائمة على أداء الأمانات، والحكم بالعدل".
أضاف: "أتحدّث عن الشرعية لكي تكون الأمور واضحة. وذلك حتّى لا يتنطّح أحد أو طرف وسط ثوائر الفتن الناشئة، لكي يدعي ما ليس له، وما ليس من حقه. فهذه الشرعية المباركة القائمة على خدمة البيت والواردين إليه، هي الركن الركين لصون الدين، كما يقول الماوردي: صون الدين على ثوابته الجامعة، وأعرافه المستقرة".
وختم بالقول: "المملكة العربية السعودية كانت دائماً إلى جانب خدمة الحرمين الشريفين والحجاج إليهما، هي أيضاً وبالأصل، حجر الزاوية في إسلام الجماعة، وفي الحرص على حاضره ومستقبله، بعيداً عن التطرف وعن التشنج، وعن التزيد في الدين وعلى الدين".
وأجرى المفتي دريان من السعودية اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون هنّأه فيه بعيد الميلاد، وتمنّى له ولسائر اللبنانيين أعياداً مجيدة تسودها المحبة والتعاون والوئام والوفاق بين الجميع.