ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في تقرير لها، أنه بعد سنوات من خسارة النظام السوري جنوبي سوريا لصالح جماعات المعارضة والجماعات المسلحة، تسعى القوات الحكومية، التي تدعمها ايران وحزب الله، إلى السيطرة على المنطقة الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات المعارضة على امتداد الحدود الشمالية لإسرائيل
 

وبعد انقضاء 7 سنوات منذ بدء الحرب الأهلية التي انخرطت فيها القوى العظمى وعشرات الجماعات المتطرفة، استعاد النظام السوري 70% من الأراضي السورية بمساعدة الغارات الجوية الروسية وجنود المشاة الذين تدعمهم إيران. وأدى الاعتداء على بلدة بيت جن -المتاخمة لمدينة القنيطرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة على امتداد الحدود الإسرائيلية- إلى إثارة قلق ومخاوف إسرائيل.

ويأتي ذلك الاعتداء في إطار جهود الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على المناطق الريفية الخاضعة لسيطرة المعارضة غربي دمشق.

وقد أثار الاعتداء الإيراني على مرتفعات الجولان، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى، مخاوف إسرائيل منذ بدء النزاع السوري. ومع ذلك يرى العقيد موردخاي كيدار، الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل تستطيع تحمل وجود الأسد بمنطقة الجولان، طالما أن إيران و"حزب الله" بعيدان عنها.

وأشار كيدار إلى أن اسرائيل لا تستطيع تحمل وجود إيران ومخالبها المتمثلة في "حزب الله" في مرتفعات الجولان. والسؤال الذي يطرح نفسه ليس ما يفعله النظام السوري حالياً، بل هل ما يحدث هو ستار لإيران و"حزب الله" من أجل إقامة منطقة لـ"حزب الله" على الحدود الإسرائيلية".

وبعد مضي 7 سنوات منذ بدء تفكك سوريا، لا يصبح السيناريو القادم للبلاد واضحاً. وحيث أصبح المشهد يشير إلى تفوق الأسد، تخشى إسرائيل أن يؤدي انتصار الرئيس السوري إلى تعزيز وجود إيران بالجولان، ونشر القوات الشيعية، ومن بينها حزب الله، على امتداد حدودها، وفق ما تقول الصحيفة.

وأضاف كيدار: "يبدو الموقف اليوم أن سوريا تتنفس من خلال رئتي بلدان أخرى. والاسم الكامل لسوريا هو الجمهورية العربية السورية، ولكن هل تظل بالفعل عربية وسورية، أم تحظى بدعم روسيا وتركيا وإيران؟"

وقال إن إسرائيل ترى من وجهة نظرها أن الأسد يمثل أقل الشرور الثلاثة من بين المنتصرين المحتملين في سوريا، وهم الأسد أو إيران أو المتطرفون.

وقد أعرب مسؤولو الدفاع الإسرائيلي مراراً عن تخوفهم من تنامي التواجد الإيراني على امتداد حدودها وتهريب الأسلحة المتطورة إلى "حزب الله"، من طهران إلى لبنان عبر سوريا، مؤكدين أن كلا الأمرين خط أحمر بالنسبة لإسرائيل.

ويُعتقد أن إسرائيل وراء عشرات الضربات الجوية، ومن بينها الضربة الجوية التي استهدفت قاعدة الكسوة العسكرية الإيرانية المزعومة بالقرب من دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن كيدار قوله: "إن المسؤولين قد حذَّروا أيضاً من أن قوات الدفاع الإسرائيلي لن تسمح لإيران بإقامة قاعدة عسكرية في محيط 40 كيلومتراً من حدودها، وأن إيران تتفهم ذلك جيداً".

وذكرت وكالة "رويترز"، أن حزب الله وغيره من القوات التي تدعمها إيران قد لعبت دوراً في الاعتداء على بيت جن. ومع ذلك، يذكر أيمن التميمي، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط، أنه لا يوجد حالياً تواجد يُذكر لحزب الله أو إيران بالمنطقة.

وقال التميمي: "ربما أن حزب الله يلعب دوراً، رغم أن المعلومات عن ذلك ضئيلة للغاية. ومع ذلك، لا يزال الأمر يختلف عن قيادة الهجوم"، مضيفاً إن "القوات الرئيسية التي قادت الاعتداء هي الكتيبتان الرابعة والسابعة من الجيش السوري من خلال دعم القوات المحلية".

وذكر التميمي أن القوات الأجنبية الرئيسية التي لعبت دوراً في الهجوم هي "لواء الإمام الحسين"، و"كتيبة الموت" العراقيتان، ضمن الكتيبة الرابعة للجيش السوري. ومع ذلك، فقد خضع الهجوم لقيادة كتائب الجيش السوري، ويعد امتداداً لحملة الحكومة لاستعادة المناطق الريفية غربي دمشق.

وأضاف: "أعتقد أن الإيرانيين يرغبون في التواجد على المدى الطويل جنوبي سوريا. ومع ذلك، لا أعتقد أنه ينبغي رؤية كل خطوة تتخذها الحكومة لاستعادة إحدى المناطق في الجنوب السوري من خلال هذا المنظور".