يجهل الكثيرون ما ينتظرهم قبل لفظ الأنفاس الأخيرة، إلا أن المرضى الذين يعانون لفترة طويلة، يمرون بمراحل كثيرة تحمل في طياتها علامات تدل على قرب نهايتهم.
ويشير العلماء إلى أن الوفاة عملية طويلة لها علامات وسمات مميزة. فإذا كان الشخص مريضا لفترة طويلة، يصبح غير نشط اجتماعيا. وتقول الدكتورة نينا أوكونور رئيسة قسم نظم الرعاية الصحية بجامعة بنسلفانيا، إن "المرضى يوجهون اهتمامهم إلى أسرهم وإلى إتمام عمل ما بدأوه قبل الوفاة".
ويعاني الذين يشعرون بقرب نهاية حياتهم من التعب والإرهاق، ويمكنهم قضاء فترة طويلة في نوم عميق، وتبدأ طاقتهم بالانخفاض تدريجيا. أما الشخص المصاب بالسرطان، فيفقد طاقة أكثر لأن الخلايا السرطانية تستهلكها. كما أن اضطراب عملية التنفس يؤدي إلى انخفاض كمية الأوكسيجين في دمهم، مقابل ارتفاع نسبة أول أكسيد الكربون. إضافة لهذا، تنخفض شهية المريض ويقل تناوله للماء أيضا، ما يؤدي إلى جفاف الجسم ونقص السعرات الحرارية.
وتشير أوكونور إلى أن انخفاض الشهية قد يكون بسبب ازدياد الكاتيكولامينات (هرمونات الهروب والقتال، يتم إفرازها بواسطة الغدد الكظرية، كرد فعل للتوتر والضغط) التي غالبا ما توجد في أجسام الموتى. كما قد يضطرب عمل الأمعاء ويتغير الشعور بالطعم والرائحة، التي تعد أول إحساس يفقده المريض، وهذه إحدى علامات اقتراب نهاية حياته.
كما يؤدي نقص الطاقة، بحسب الدكتورة نينا أوكونور، إلى بطء حركة وكلام وتفكير الشخص، وفي بعض الأحيان تساعد الأدوية التي يتناولها المريض على زيادة هذا البطء، أي أن نقص الطاقة هو سمة أخرى لاقتراب الموت، لأنه يسبب خللا في تنظيم درجة حرارة الجسم، لذلك يمكن أن يبدو المريض لأقاربه مرتفع الحرارة أو على العكس. وفي الأيام الأخيرة تضطرب عملية التنفس بوضوح ويزداد هذا الاضطراب مع قرب النهاية.