أشار البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إلى أن القدس يجب ان تبقى مفتوحة للديانات الثلاثة لانها ارث للبشرية جمعاء وليس ارث دولة او دين، ولذلك قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب خطير جدا، واوضح ان المسيحيين موجودين في القدس منذ الفي عام ولديهم اماكن عبادتهم وتاريخم في الاراضي المقدسة، وشدد على ان المسيحية لن تزول على الاطلاق، لان المسيحية هي سر المسيح.
وحول زيارته الى القدس والاراضي المحتلة في فلسطين، لفت الراعي في حديث تلفزيوني، الى انه عليه واجب زيارة ابرشيته على الاراضي الاسرائيلية، كما استقبال البابا فرنسيس، واوضح انه لم يلتق مسؤولين اسرائيليين، كما انه لم يتواجد عسكر اسرائيلي في مكان تواجدي. وأضاف “الانظمة تتغير والدول تتغير ونحن باقون في هذه الارض”. ودعا الى التمييز بين العمل السياسي والعمل الرعوي.
واعتبر ان الثورات التي حصلت في السنوات الماضية في الدول العربية هدمت وقتلت وهجرت، ولم يحصل اي شيء جديد، وسأل اين هي الديمقراطية التي نادوا بها؟ في العراق هناك حرب اهلية بين السنة والشيعة. اضاف طالما لم ينحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والصراع الاسرائيلي العربي لا سلام في الشرق الاوسط، وهناك نية لتهديم للشرق الاوسط وصراع بين الاديان، وسأل “لماذا لا يقام حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية؟ ولماذا لا يتم اعادة الفلسطينيين الى ارضهم؟”. ولفت الى ان اللبنانيين اظهروا تضامنهم الانساني والمعنوي مع السوريين، ولكن على النازحين من سوريا والعراق العودة الى ارضهم، لان لديهم ثقافتهم وتاريخهم ويجب الحفاظ عليه، ولبنان لا يستطيع حمل هذا العدد الضخم من النازحين، ونحن اضبحنا في خطر امني جراء النازحين، لا سيما وان 60 بالمئة منهم تحت خط الفقر المدقع.
وعن علاقة بكركي بقصر بعبدا، اوضح ان “هناك فصل بين الدين والدولة في لبنان، وهذه قيمة لبنان، وهناك تمايز بين الدولة والكنيسة ولكنهما يتعاونان، ونحن نتدخل في المبادئ الاخلاقية والثوابت الدستورية، وهذا هو دور الدين والكنيسة ونحن لا نقبل لانفسنا ان نتدخل في تقنيات السياسة والاقتصاد”. واوضح ان علاقته برئيس المجلس النيابي نبيه بري جيدة بعد سوء تفاهم، واليوم هناك تواصل مباشر او عبر المراسيل. اضاف “لا اشكال حول القانون الجديد للانتخابات، ويجب اليوم الشرح حول القانون، وبعد الاختبار في الانتخابات يمكن تعديل هذا القانون”. وامل ان لا يتم تأجيل الانتخابات اكثر، لانها “تخنت”، ولا اعتقد ان الرئيس ميشال عون ان يتم تأجيل الانتخابات او تمديدها. واشار الى انه لم يتابع موضوع “دورة الضباط عام 1994” موضوع الخلاف بين عون وبري.
أما عن علاقته مع رئيس الحكومة سعد الحريري، فقال الراعي ان “علاقته جيدة مع الحريري، وكانت دائما جيدة”. لافتاً الى أنه ” حين زرته بعد استقالته ورجوعه عنها والانطلاقة الجديدة شددت على ضرورة تكثيف العمل الحكومي ليشعر اننا معه وندعمه”.
تابع: ” وتمنيت على الحريري ان لا يكون هناك خلافات مع احد ويجب ان نعود ونكون وحدتنا مع بعضنا ونطوي الصفحة القديمة ولا نقف عند حسابات بحص او غيره، اخبرني ان قضية البحصة “نكتة”. قال لي انه توجد بعض القضايا لبعض الاشخاص الا انني تمنيت عليه ان مصلحة البلد تقتضي بطيّ هذه المواضيع وان نسير قدماً”.
واعتبر ان حياد لبنان يعني الالتزام بالنأي بالنفس عن ازمات المنطقة، والحياد لا يعني الدخول في حروب المنطقة، وما يهمنا ان لا يدخل لبنان في محاور بل يبقى مفتوحا لكل الدول مع الحفاظ على الموقف من الازمة الفلسطينية ولكن دون الدخول في معارك عسكرية، ويجب ان لا ينجر لبنان الى محاور في سوريا والعراق والبحرين واليمن.