وجَّه الأطباء في مخيم الأزرق للاجئين السوريين بالأردن نداءات عاجلة للحصول على حاضنة أطفال، لضمان بقاء الأطفال غير مكتملي النمو على قيد الحياة، قبل أيام قليلة من بداية العام الجديد الذي سيشهد زيادة في أعداد المواليد.
وذكرت النسخة البريطانية لـ"هاف بوست"، اليوم الثلاثاء، أن المستشفى المؤقت في مخيم الأزرق بالأردن، الذي يؤوي نحو 53 ألف شخص فرّوا من سوريا التي مزّقتها الحرب، يتوقع زيادةً في معدّل المواليد في عام 2018، في حين أن الأطباء بوحدات حديثي الولادة ليس لديهم المرافق اللازمة لمواكبة تلك الزيادة.
ويشار إلى أن وجود وحدة عناية مركّزة مزوّدة بحاضنة تنفسية يعد أمراً حيوياً، إذ يعني أن الأطباء لن يُضّطروا لفصل الأطفال غير مكتملي النمو عن أمهاتهم.
وكما هو الحال، ليس لدى الأطباء خيار سوى الإسراع في نقل الأطفال المبتسرين إلى مستشفى رئيسي لحمايتهم من أنواع العدوى المهددة للحياة.
وفي مُعظم الحالات، لا تتمكن الأمهات من الذهاب مع الطفل، بسبب القيود المفروضة على تحرّكات اللاجئين، وهو ما يعني أن الطفل يفقد الرضاعة الطبيعية والترابط النفسي.
ونقل تقرير "هاف بوست" عن الطبيب بكر الرواشدة، الذي يعمل بوحدة رعاية حديثي الولادة بمستشفى الأزرق التي ترعاها اليونيسيف، قوله: "لدينا حاضنة واحدة لنقل الأطفال خارج المخيم، وأضاف: "ليس لدينا كذلك الإمكانات لمساعدة الأطفال المبتسرين، وليس لدينا جهاز تنفس صناعي".
وأضاف: "نحن ببساطة مُضطرون لترتيب النقل إلى وحدة عناية مركزة خارج المخيم، ويسافر أحد الأطباء بصحبة الأطفال".
وتابع أن "فصل الطفل عن الأم يعد مشكلةً، إذ إنه يؤثر على ما إذا كانت الأم ستتمكن من الرضاعة الطبيعية، وهذا ليس جيداً للطفل".
وقال: "نحن نريد الحفاظ على الترابط بين الأمهات والأطفال، إننا في حاجة إلى حاضنة أخرى لعلاج أولئك الأطفال، وكنا سنتمكن من تقديم رعاية أفضل بكثير للأسرة هنا إذا كانت لدينا المرافق".
وأضاف: "نحن نسعى إلى فتح رعاية مركزية من المستوى (1)، ولكننا في حاجة إلى الدعم".
زيادة في أعداد المواليد
وتأتي تلك النداءات في الوقت الذي يتوقع فيه الأخصائيون الطبيون طلباً غير مسبوق على خدماتهم خلال العام المقبل؛ إذ سيواصل الآلاف من الناس، بينهم العديد من الأمهات الحوامل الفرار عبر الحدود من سوريا، حيث لا تظهر أي بوادر على انتهاء العنف بالبلاد.
وقال الرواشدة إن عدد المواليد سيرتفع من نحو 1500 وليد إلى 2500 وليد في عام 2018، بمعدّل 7 مواليد كل يوم، وذلك في حين أن مستشفى الأزرق ليس لديه سوى حاضنة واحدة أساسية فقط للحفاظ على سلامة الأطفال أثناء عملية نقلهم، وإمكاناتها للعلاج الضوئي محدودة.
وبالإضافة إلى وحدة حضانة العناية المركزة، يحتاج المستشفى إلى المزيد من الأسرّة، والموظفين، والإمدادات الطبية، كي يتجنب عرقلة العمل تحت الضغط.
وقال الرواشدة: "فريق العمل مستعد للتعامل مع الزيادة، ولكننا في حاجة للمزيد من الإمدادات الطبية للتعامل معها"، وأضاف: "نحن في حاجة للمزيد من الأسرّة، ففي بعض الأحيان تكون الأجنحة ممتلئة بالكامل".
وتابع: "نحن في حاجة إلى المزيد من أفراد التمريض، إذا أردنا فتح وحدة جديدة لحديثي الولادة، وبالنسبة للأدوية، فنحن عادة نحتاج المزيد منها".
وأشار الرواشدة إلى أن العديد من الأطفال السوريين مُهيؤون وراثياً للإصابة بالربو الشعبي.
وقال: "عادة في فصل الشتاء، نتعامل مع حالات أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال على نحو أكثر، وحالات العدوى، والتهاب الشعب الهوائية، والربو. لقد لاحظنا أن هناك انتشاراً بنسبة أعلى للربو القصبي".
وأضاف أن "العديد من الأطفال لديهم تاريخ مرضي عائلي، لذلك فقد يكون الأمر على صلة بالاستعداد الوراثي".
وتابع أن "فصل الشتاء البارد بالنسبة لهم يعد أمراً خطيراً، فالربو القصبي قد يتفاقم بسبب هذا الطقس".
وتحدّث الرواشدة أيضاً عن كيف أنه عالج حالات سوء تغذية لدى الأطفال الذين وصلوا للتو من سوريا.
وقال: "إن لديهم خطر الإصابة بالأمراض على نحو أكبر بكثير من الأطفال الآخرين، وقد يؤثر ذلك على مستوى ذكاء الطفل في المستقبل"، وأضاف: "عادة ما نحاول التعامل مع حالاتهم على الفور ومنحهم الحديد".