طمأننا المعنيون في وزارة الزراعة وخففوا من مخاوفنا لحظة مداهمة الجراد للبنان وأكدَوا أن المناخ المنخفض الحرارة في الأيام المقبلة سيضعف من الجراد الجائع ويقلل من أذاه لكل أخضر .
حبَذا لو يطمئننا آخرون ويسقطون مخاوفنا الدائمة والمستمرة من الجراد السياسي الفاتك بالأخضر من العملة الصعبة والمنتشر بكثافة في كلَ مرفق لبناني وحيوي وهو يجول في دمنا ويقتات من لحمنا ويقيم متاريسه من أجسادنا دفاعاً عن مصالح جراد الطوائف .
حبَذا لو نخرج ذات يوم بالمبيدات السَامة للنيل من جراد لا تنفع معه المسيرات والمظاهرات والبيانات والمناشير والأقصوصات وما يتقنه الكتاب والمثقفون من أدوات خجولة لاتزعزع صنماً سياسياَ أو جرادة صغيرة من جماعة الحشرات الحزبية الآكلة لربيع الشعوب الأخضر.
حبَذا لو نتخلص يوماً من حشرة آذار النَاهبة للمال العام والمؤسِسة لاستبداد متطور ومُتأسِس على لبنان الاستثنائي في عالم عربي يحكمه سجَان والخادشة لآمن اللبنانين بناموسها الحادَة نتيجة اعتداءاتها عليه تحت سيل من الأسباب المستهلِكة منذ النكبة .
أيَ الجرادين أسوأ للبنانين؟ من يمرَ ليقتات مرَة استعداداً للسَفر الى أرض آمنة أم من يأكل بأظافره جثَة الوطن كلَ يوم ولا يترك عظمة الاَ ونخرها ونثر رمادها على أقدام المحتلين الطامحين والطامعين ببلد لايتمسك به أبناؤه وهم زاهدون به رغم تشيعهم الدائم لجنازة لبنان الشهيد .
ربما جاء الجراد ليستوقفنا أمام الجراد الحقيقي من أهل السياسة والطوائف لعلَنا نتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة للتخلَص من حشرات تقتات الدم واللحم ولا تعيش على ورقة خضراء جاء بها الربيع لامتاع النظر واطعام عابري السبيل من جماعات الجراد والطيور العابرة للبحور وصولاً الى استراحات تخفَف عنها مشقَات السفر وجشومات الطريق .