أعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية على لسان المدير العام لشؤون العتبات المقدسة محسن نظافتي عن قرب إستئناف رحلات الزوار الإيرانيين إلى سوريا وأضاف المتحدث أن طلبات المواطنين للسفر إلى سوريا شهدت تزايدا ملحوظا في الوقت الراهن وسيتم إطلاق الرحلات إلى سوريا بعد دراسة البنية التحتية والوضع الأمني.
وأكد الطرف السوري بأن الفنادق والمطاعم والمقامات أعيد تأهيلها والظروف ملائمة لإستئناف رحلات الإيرانيين.
ولكن يبدو أن الأمر ليس بهذه البساطة حيث أن الوضع الأمني في الأراضي السورية بما فيها دمشق ومنطقة السيدة زينب لا يسمح في المدى المنظور باستئناف الرحلات الإيرانية التي ستشكل أهدافا سهلة للمتطرفين الذين لا يميزون بين المدنيين والعسكريين.
إن الإقتصاد السوري متعطش لمصادر للإنعاش بعد الدمار الذي أصابه خلال الحرب.
إقرأ أيضا : هل يعيد ترامب العالم إلى عصر الديكتاتورية؟
وخلال أربعة عقود الماضية بعد الثورة الإسلامية في إيران كانت سوريا هي المتصدرة في لائحة الدول التي سافر إليها الإيرانيون نظرا لحسن العلاقات السياسية بين البلدين ووجود مقامات مقدسة وعلى رأسها مقام زينب بنت الإمام علي وحجر بن عدي أحد أنصار الإمام علي الذي قتل بيد جيش معاوية ويقع مقامه قرب العاصمة دمشق.
وبالرغم من أن مقام السيدة زينب بحد ذاته كان يكفي لإجتذاب الزوار الإيرانيين إلا أن النظام السوري بادر إلى عملية إستكشافية لقبور أهل البيت وتم تشييد بناء على قبر يزعم البعض ومعهم وزارة الأوقاف السورية أنه يعود إلى السيدة رقية بنت الإمام الحسين ثم إمتدت تلك العملية الإستكشافية إلى تسمية قبر قديم بمنطقة داريا باسم السيدة سكينة بنت الإمام الحسين وتشييد مقام على ذاك القبر المجهول بأموال إيرانية.
إقرأ أيضا : هل تستخدم إيران طيرانها المدني لنقل السلاح إلى سوريا؟
إن إقتصاديات المقامات المقدسة في سوريا تتطلب فتح الباب على مصراعيه أمام الزوار الإيرانيين الذين يعتبرون زيارة تلك المقامات شعيرة دينية تترتب عليها المثوبة الإلهية.
ولهذا يمكن القول أن سوريا بغض النظر عمن يحكم فيها لن تستغني عن الزوار الإيرانيين كمصدر دائم للإنتعاش الإقتصادي لأنهم يقدمون هدايا ونذورات مالية إلى المقامات إضافة إلى إنعاش الفنادق والأسواق ومجال النقل.
ولكن هناك مخاوف كثيرة وكبيرة على أمن الزوار تتطلب الحيطة والحذر إيرانيا فضلا عن أن البنية التحتية لسوريا التي دمرت خلال الحرب لا يمكن تأهيلها في المدى القريب.