اعتبر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أن الأزمة الحكومية الأخيرة أظهرت أن "بعض الأفرقاء كان يريد لها أن تتأزم أكثر وتذهب الى غير منحى، مشيراً أن تعامل الرؤساء الثلاثة كان حكيماً وأوصل لبنان الى بر الأمان".
وفي حديث اذاعي، قال الحريري إن "هناك محاولات عديدة لانهاء تيار المستقبل أو على الأقل التقليل من تأثيره، مؤكداً أن الاعتدال الذي يمثل التيار هو خشبة الخلاص للبنان وهو محل استهداف دائم"، ورأى أن "الخلاف الجوهري اليوم هو بين تيار المستقبل وحزب الله الذي يجب أن يعود الى لبنان بعد قتاله في سوريا والعراق، مؤكداً أن لا مصلحة للبنان بِمَا يقوم به الحزب من تدخلات في الشؤون العربية نيابة عن إيران".
وعن العلاقة مع حزب القوات اللبنانية، لفت الحريري الى أن "هناك اشارات ايجابية ظهرت في كلام النائبة ستريدا جعجع أمس من بكركي، مؤكداً أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود حصراً الى الرئيس سعد الحريري"، وشدد على أن "التفاهمات في السياسة لا تعني التنازلات أبداً، قال الحريري إن تيار المستقبل يحافظ على وجود الطائفة السنية في التركيبة الوطنية السياسية، سائلاً: أين قرار السنة كأكثرية مطلقة في سوريا والعراق؟".
من جهة ثانية، أشار الى أن "تيار المستقبل تعرّض لهزات داخلية عدة خلال السنوات الماضية، معتبراً أن المعطيات التي حدثت في خلال وجود الرئيس الحريري في السعودية أصبحت بحوزته وهو سيعالج الأمور بروية وهدوء بما يحافظ على تماسك التيار"، وأضاف: "لا نعتبر أن أحداً داخل التيار طعن الحريري بالظهر"، وأكد أن "من حق المستقبل أن تبحث عن مصلحتها في الانتخابات النيابية المقبلة، مشدداً على أن مصلحة المسيحيين في لبنان تقضي بتكاتف القوتين المسيحيتين الأكبر وتضامنهما".
وعن التحالفات الانتخابية الجديدة، استبعد الحريري حصول أي تحالف بين تيار المستقبل وحزب الله بسبب الخلافات الجوهرية بينهما رغم ربط النزاع الحاصل، معتبراً أن اجراء الانتخابات في لبنان وسط ما يحصل من حولنا في المنطقة أمر مهم جداً، وأشار الى أن "التحالف مع النائب وليد جنبلاط مستمر رغم التباعد الذي حصل في بعض المراحل".
من جهته، استغرب الحريري الحديث والتحليلات عن انخفاض عدد نواب تيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة، داعياً الى انتظار نتائج الانتخابات في أيار المقبل، ولفت الى أن "موقف السعودية تجاه التسوية كان واضحاً في كلام وزير خارجيتها عادل الجبير".