"خلص مِس خلص"، آخر عبارة وجهها التلميذ مجد زويني (15 عاماً) إلى مديرة ثانوية نيحا الرسمية قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على شرفة مدرسته، بعدما صعقته الكهرباء أثناء حمله قضبان حديد لتشييد مسرح احتفال، إذ شاء القدر أن يلامس أحد القضبان شريط كهرباء خارجياً يبعد نحو ثلاثة أمتار، ويقع ما لم يكن في الحسبان.
"صعقت الكهرباء يد مجد، تلميذ صف الأول ثانوي قبل أن تخرج من خاصرته، لم تمنحه فرصة للمقاومة، غافلته، وصل إلى المستشفى مسلّماً الروح"، بحسب ما شرحه شقيقه من والده ماهر لـ"النهار" قبل أن يشرح "عند حوالى الساعة الواحدة من بعد ظهر الاثنين الماضي عمل مجد وزملاؤه على رفع قضبان حديد من أسفل المدرسة إلى الشرفة، تمهيداً لتشييد مسرحٍ للاحتفال بعيد الميلاد، وإذ يلامس أحدها شريط كهرباء ممدوداً في الهواء. في لحظة صُعق مجد وفارق الحياة". أما مديرة الثانوية غنوة فرحات فقالت "لم يكن مجد يرفع القضبان لحظة وفاته، فقد كنا انتهينا من ذلك، دخل إلى الحمام لغسل يديه، وأنا فعلت الأمر نفسه، لكن ما إن خرجت، حتى وجدته على أرض الشرفة، قلت له لماذا عدت إلى هنا أجاب، خلص مس خلص". ولفتت "كان قد حمل عموداً لامس شريط الكهرباء، ما أدى إلى صعقه".
"ابن نيحا - الشوف وحيد والدته، وضعت أملها وأحلامها ومستقبلها فيه، قبل أن تُصعق بخبر وفاته". ولفت ماهر "حصل شقيقي على تقدير في شهادة البريفيه العام الماضي. انتقل من مدرسة العرفان الخاصة إلى مدرسة نيحا الرسمية هذه السنة. كان شاباً متفوقاً في دراسته، تقياً، محبوباً من جميع زملائه، إضافة إلى انه لاعب كرة قدم ماهر". وأشار "في صباح ذلك اليوم، وقبل أن يتوجه إلى مدرسته، رنّ هاتف المنزل، أجاب، فإذ بها الشيخة أم هيثم، وهي سيدة مقعدة تريد التواصل مع والدته التي تعمل مساعدة ممرض في أحد المستشفيات، عرض عليها المساعدة طالباً منها أن تطلعه على طلباتها، ليتوجه بعدها إلى مصيره".
"الحذر لا يمنع القدر"
"عائلة الفقيد بشكل خاص والموحّدون الدروز بشكل عام، وعند أي حادثة موت، لا يحمّلون المسؤولية إلى أحد، بل يعتبرونها قضاءً وقدرا"، بحسب ماهر الذي شرح "تحميل المسؤولية مخالف لقضاء الله. فعندما يريد الله أخذ أمانته هناك سبب مادي لذلك ومسؤولون عنه بالتقصير، نحن نتركه للجهات الأمنية، لكن نطلب أن لا يتكرر الضرر الذي تسبب بوفاة شقيقي". أما فرحات فقالت "الحذر لا يمنع القدر، وقدر مجد أن يتوفى بهذه الطريقة". وختمت "كان شاباً حيوياً، نشيطاً، نأسف لفقدانه وخسارته".