كتب جوزف فرح في "الديار": هل تتعرض ليلة الميلاد الى تقنين قاس، رغم كل المحاولات لزيادة ساعات التغذية كما تفعل عادة مؤسسة كهرباء لبنان في الاعياد الدينية والوطنية.
هذا السؤال بدأ يطرحه المواطنون وهم يقرأون يومياً البيانات الصادرة عن مؤسسة كهرباء لبنان والقاضية بتخفيض ساعات على ضوء القرار الذي اتخذته نقابة عمال وموظفي المؤسسة باعلان الاضراب وبعدما منعت من تشغيل معملي صور وبعلبك ومن اصلاح الاعطال في معمل الذوق واجراء الصيانة اللازمة، كما اقفلت ابواب المؤسسة الرئيسية ولم تبق سوى على بوابة صغيرة مخصصة لرئىس مجلس ادارة المؤسسة كمال حايك.
ويستغرب المواطنون استمرار النقابة في اضرابها وفي الوقت نفسه تجري مفاوضات مع وزارة المالية لمعالجة موضوع الاستفادة من سلسلة الرتب والرواتب، وهذا حقهم، لكن لا يجوز ان يضغطوا على المواطنين خصوصاً المسيحيين منهم الذين يعيّدون في الميلاد، ويحتفل كل اللبنانيين بعيد رأس السنة، فهل يكافأ من وقف الى جانب مطالبهم بلجوء هؤلاء المواطنين الى "مافيا" المولدات الخاصة التي لا ترحم.
ويتخوف المواطنون من ان تتكاثر الاعطال على الشبكة مع التأكيد بأن ليلة عيد الميلاد ستشهد مناخاً بارداً وعاصفة قد تؤدي الى مزيد من الاعطال دون ان تتمكن المؤسسة من اصلاحها بسبب الاضراب.
ويعمل رئىس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر على محاولة فك الاضراب واعطاء مهلة اضافية لوزارة المالية لتسوية هذا الموضوع وفي الوقت نفسه يعود المواطنون ليعيدوا على ساعات تغذية معقولة، مع العلم ان حوالى 400 ميغاوات كانت ستوضع على الشبكة خلال العيد لتؤمن تغذية تصل الى 21 ساعة في اليوم، خصوصاً ليلة الميلاد.
وفي هذا الاطار، اصدرت مؤسسة كهرباء لبنان البيان الآتي:
عطفا على بيانيها السابقين، وحيث تعمد مؤسسة كهرباء لبنان في هذا الوقت من كل عام إلى وضع طاقتها الإنتاجية القصوى على الشبكة بغية زيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وفي ظل استمرار إضراب نقابة عمالها ومستخدميها، تعلن مؤسسة كهرباء لبنان عن عدم تمكنها من تشغيل معملي صور وبعلبك لعدم سماح النقابة للفنيين بتشغيل مجموعات الإنتاج الأربع في هذين المعملين، بما يؤمن قدرة إنتاجية إضافية تبلغ حوالى 120 ميغاوات. كذلك ما زال الإضراب يحول دون تصليح المجموعة الثالثة في معمل الذوق الحراري وإجراء الصيانة اللازمة من قبل خبراء الشركة الصانعة الأجانب على المجموعة الثانية في المعمل، الأمر الذي كان ليضيف حوالي 210 ميغاوات على الشبكة. كما يحول الإضراب دون استمداد حوالى 100 ميغاوات من سوريا.
وبالتالي كان من المرتقب زيادة الطاقة الإنتاجية حوالى 430 ميغاوات بدءا من أواخر الأسبوع الحالي، ما يؤمن أكثر من أربع ساعات تغذية إضافية في جميع المناطق اللبنانية خلال عيدي الميلاد ورأس السنة.
في المقابل أظهرت النقابة تجاوبا إزاء عملية تفريغ مادة الفيول اويل ونقلها كي لا يصار إلى إطفاء أي من مجموعات الإنتاج العاملة حاليا سواء في معامل الإنتاج او في الباخرتين التركيتين، فيما بقيت على موقفها لجهة عدم السماح بتشغيل مجموعات جديدة أو إجراء أعمال صيانة أو تصليح على المجموعات المتوقفة، إضافة الى الامتناع عن تصليح كافة الأعطال على شبكات النقل والتوزيع.
بناء على ما تقدم، تجدد مؤسسة كهرباء لبنان اعتذارها من جميع المواطنين اللبنانيين لهذا الوضع الاستثنائي الصعب الخارج عن إرادتها.
هذا الوضع تبدو المؤسسة في موقف المتفرج والمتلقي حيث ان المفاوضات تدور في مكان آخر، وهي ليست معنية به، لكن تداعيات الاضراب محصورة بها.
أكدت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان الاستمرار في الاضراب المفتوح. وقالت في بيان أصدرته بعد ظهر امس: «في ضوء اللقاءات المتكررة التي عقدت مع مندوبة وزارة المال برعاية الاتحاد العمالي العام، والتي لم نتمكن من خلالها من الوصول الى الحل المنشود بخصوص الجداول الخاصة بسلسلة الرتب والرواتب انطلاقا من المرسوم 7410، تؤكد النقابة الاستمرار في الاضراب المفتوح وعلى الوتيرة نفسها.
ويذكر ان مناطق عديدة باتت تعاني أعطالا في التيار الكهربائي في الجنوب والبقاع والشمال وبعض مناطق الجبل».
وفي هذا الاطار، صرح عدد من الوزراء والنواب عن موضوع التقنين.
وغرد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال إرسلان عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «خمسة أيام تبقى فيها أربع بلدات من قرى الغرب والشحار (بيصور، قبرشمون، دفون والبنيه) من دون كهرباء، والمعنيون غير آبهين للمستشفيات والمدارس والمؤسسات والمنازل ولأبناء هذه المناطق. هذا الأمر مرفوض ومعيب في حق الجميع وعلى الجميع التحرك لحله اليوم قبل الغد».
دعا النائب محمد قباني الى «ايجاد حل سريع لانقطاع التيار الكهربائي في بيروت»، وقال في بيان: «وردتنا عدة شكاوى من المواطنين البيروتيين وخصوصا سكان مار الياس - أونيسكو عن انقطاع الكهرباء بشكل متواصل خلال الايام الأخيرة. وقد علمنا أن السبب عدم قدرة الشركة مقدمة الخدمات الحصول على التعاون المطلوب من الادارة بحجة اضراب الموطفين».
وطالب وزير الطاقة والمياه والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان ايجاد الحل السريع لهذا الموضوع لأن اشتراكات المولدات غير موجودة في عدة مناطق من بيروت ولا يجوز ترك المواطنين في العتمة في فترة الاعياد».
صدر عن المكتب الاعلامي لعضو كتلة «القوات اللبنانية» النائبة ستريدا جعجع البيان الآتي:
«على أثر انقطاع التيار الكهربائي منذ نهار اول من امس عن الخط الذي يغذي بلدة بقاعكفرا وحتى طورزا في منطقة بشري، اجرت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائبة ستريدا جعجع اتصالا بالمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك، وتمنت عليه اصلاح الاعطال باسرع وقت ممكن لكوننا نمر في فترة أعياد، فأبلغها أن نقابة عمال كهرباء قاديشا وكهرباء لبنان في إضراب عن العمل. لذا، تتمنى النائبة جعجع على معالي وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل معالجة المشكلة بحكمته ودرايته بأسرع وقت لاصلاح الاعطال، فيتمكن الأهالي من تمضية الاعياد على ضوء الكهرباء».