انتقلت المعركة من مجلس الامن الدولي ضد قرار الرئيس الاميركي ترامب عبر الشكوى الفلسطينية حيث استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو لاسقاط مشروع باعتبار قرار الرئيس الاميركي ترامب باطلا في شأن اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل.
وللمرة الرابعة في تاريخ هيئة الامم المتحدة من خلال انعقاد جلسة طارئة واستثنائية انعقدت خلال 24 ساعة دفعت الولايات المتحدة بكامل التهديدات والوعيد وبقطع المساعدات عن اي دولة تصوت في هيئة الامم المتحدة ضد قرار الرئيس الاميركي ترامب وضد ان القدس عاصمة اسرائيل.
ثم تدخل الرئيس الاميركي ترامب شخصيا والقى خطابا دعم فيه مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن عن ان الولايات المتحدة ستعتبر اي دولة تصوّت ضد قرار الرئيس الاميركي ترامب والادارة الاميركية دولة معادية وستقطع الولايات المتحدة عنها كل مساعدة وكل دعم وتعتبرها دولة معادية للولايات المتحدة ولقرار وهيبة رئيس الولايات المتحدة الاميركية.
واعلنت مندوبة  الولايات المتحدة هايلي ان الرئيس الاميركي ترامب كلفها بتسجيل اسماء الدول التي ستصوّت لصالح مشروع القرار الذي يقضي باسقاط قرار الرئيس الاميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة اسرائيل.
لكن الدول العربية ودول العالم الاسلامية والمسيحية وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال نحن لا نبيع ارادتنا الديموقراطية مقابل دولارات تافهة، في اسوأ عبارة وجهها الرئيس التركي رجل طيب اردوغان ضد الرئيس الاميركي ترامب.
واثر تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة حصل القرار لصالح المشروع الفلسطيني الذي يطلب من الولايات المتحدة سحب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل على موافقة 128 دولة مقابل رفض 9 دول فقط، وامتناع 35 دولة عن التصويت.
وفورا علا الهتاف والتصفيق في هيئة الجمعية العمومية في الامم المتحدة فيما انسحبت مندوبة الولايات المتحدة من الاجتماع وظهر على وجهها الاصفرار وخيبة الامل وكانت تنظر نحو الارض وهي تسير على الدرج وهي خارجة من اجتماع هيئة الامم المتحدة.
اما الدول الاربع الكبرى في العالم وصاحبة العضوية الكاملة في مجلس الامن  وهي فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا فوقفت بقوة في وجه الولايات المتحدة، اضافة الى 128 دولة حيث ان سكان هذه الدول يعدّون 6 مليارات و300 مليون مواطن ومواطنة وشاب وشابة وطفل. وهم يشكلون 85 في المئة من سكان الكرة الارضية.
وعلى الفور في رام الله حيث مركز رئاسة السلطة الفلسطينية رحبت السلطة بالقرار وقال نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة في بيان رسمي ان موقف الجمعية العامة للامم المتحدة يعبر عن وقوف المجتمع الدولي مرة اخرى الى جانب الحق الفلسطيني.
واضاف ان اي قرارات صادرة عن اي جهة لن تغير من الواقع ان القدس هي ارض محتلة ينطبق عليها القانون الدولي.
وقال وزير خارجية فلسطين رياض المالكي ان الجمعية العامة للامم المتحدة التي دعمت مشروع القرار الفلسيطيني قامت بموقف واختبار غير مسبوق في تاريخ الامم المتحدة. 
اما مندوبة الولايات المتحدة فقالت ان قرار واشنطن في شأن القدس يعكس ارادة الشعب الاميركي والموقف الذي اقره الكونغرس قبل اعوام وان الولايات المتحدة ستعرف كيف تتصرف مع الجمعية العامة للامم المتحدة، وان المساعدة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة في هيئة الامم المتحدة قد تتوقف والموضوع قيد الدرس.
اما المندوب الاسرائيلي داني فقال ان الدول التي تدعم المشروع الفلسطيني قائلا ان مجموعة من الدمى لا تشكل شيئا مشددا على انه لن يستطيع اي قرار للجمعية العامة اخراجنا من القدس.
ويوم الاربعاء كان الرئيس الاميركي ترامب قد حذر من ان واشنطن ستقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستصوّت ضد قراره باعتبار القدس عاصمة اسرائيل.
كما ان مندوبة الولايات المتحدة قالت ان الرئيس الاميركي ترامب امرها بتسجيل اسماء الدول التي ستصوّت لصالح المشروع الفلسطيني.
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ناشد دول الاعضاء في الامم المتحدة بأن لا تبيع ارادتها الديموقراطية مقابل دولارات تافهة، ولدى التصويت والانتصار على القرار الاميركي - الاسرائيبلي باعتبار القدس عاصمة اسرائيل، بدأ اعضاء الوفود الذين صوّتوا ضد الولايات المتحدة يعتبرون ان كل دولارات الولايات المتحدة هي دولارات تافهة لا تغير شيئا من ارادتنا.
 

 

 

 الانتفاضة في الضفة وفلسطين 48 وغزة


وما ان صدر بيان الجمعية العامة للامم المتحدة ضد قرار الرئيس الاميركي ترامب حتى انتشر الفلسطينيون في مظاهرات في فلسطين 1948 بعشرات الالاف والمظاهرة الاكبر كانت في حيفا حيث نزل نصف مليون فلسطيني من كافة القرى والمدن المحيطة بحيفا الى الشوارع الرئيسية في مدينة حيفا، كما ان المظاهرات انطلقت في الضفة الغربية وعبثا حاول جنود الاحتلال الاسرئيلي وقف المظاهرات واطلاق القنابل المسمومة والمسيلة للدموع الا ان المظاهرات اجتاحت الحواجز العسكرية الاسرائيلية ووصلت الى الحاجز الكبير في قلنديا وهو عبارة عن قلاع من الباطون المسلح والاسلاك الشائكة المكهربة وقام الفلسطينيون برشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة لانهم لا يستطيعون اجتياز حاجز قلنديا.
فيما كان الجنود الاسرائيليون يطلقون مئات القنابل من الغاز المسموم والمسيل للدموع اضافة الى اطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الحي على ارجل المتظاهرين مما اوقع 137 جريحا صاباتهم في ارجلهم وغير قادرين على السير.
وقال مراسل التلفزيون الاميركي ام. بي. سي. ان الجيش الاسرائيلي تلقى اوامر صارمة بالتنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة والرئيس الاميركي ترامب شخصيا اضافة الى مستشار الامن القومي الجنرال ماستر بأن لا تقوم القوات الاسرائيلية باطلاق النار ويؤدي ذلك الى سقوط شهداء مما سيجعل قرار الرئيس الاميركي ترامب على انه جريمة حرب ادت الى مجازر في صفوف الفلسطينيين، وتم اعطاء اوامر صارمة باطلاق النار فقط بالرصاص الحي على الارجل، وعندها لا يستطيع المتظاهرون المشي او الوقوف بل يبقون على الارض، نتيجة اصابتهم بالرصاص الحي في ارجلهم.
لكن مع ذلك، اجتمع المتظاهرون بحجم 200 الف في القدس المحتلة، وطافوا في كل شوارعها كما ان المستوطنين الاسرائيليين اصابهم الهلع نتيجة المظاهرة الضخمة في القدس المحتلة وانسحبوا من الشوارع بناء لاوامر عسكرية اسرائيلية وبقي جيش الاحتلال الاسرائيلي يطلق النار والغاز المسموم باتجاه المتظاهرين وعبثا حاول تفريقهم ولم يستطع.
اما المظاهرات في نابلس وطول كرم ورام الله والخليل وبيت لحم فقد انتشرت بقوة وواجهت الجيش الاسرائيلي بالحجارة فيما كان هو يطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على الارض والرصاص الحي على الارجل.
بالنتيجة ماذا حصل، خسر الرئيس ترامب قراره باعتبار القدس عاصمة اسرائيل، وخصرت اسرائيل المجتمع الدولي، وقامت 128 دولة ترفع القرار الاميركي في شأن القدس عاصمة اسرائيل، مقابل رفض 9 دول فقط القرار الفلسطيني. وقامت 35 دولة بالامتناع عن التصويت وهذا يعني انها ليست مع قرار الرئيس الاميركي ترامب وهي تحت الضغط الاميركي لم تصوّت لجانب المشروع الفلسطيني.
27 دولة اوروبية صوّتت ضد القرار الاميركي، 33 دولة افريقية صوتت ضد القرار الاميركي، 52 دولة اسلامية صوتت ضد القرار الاميركي، وامتنع بعضها، والنتيجة تأييد المشروع الفلسطيني بـ 128 صوت ورفض 9 اصوات وامتناع 35 عن التصويت.