حينما تحرر الشيخ عبد الكريم عبيد (قيادي في حزب الله) من سجون الإحتلال الإسرائيلي قصدته بزيارة لتهنئته فقال لي على مسمع الحاضرين من ضيوفه: "إن الإسرائيليين عاملوني معاملة حسنة ولم يحرموني من أي شيء طلبته منهم بما فيها الكتب الدينية وأسكنوني في بيت صغير تتوافر فيه كل لوازم الحياة حتى التلفزيون والحوض الصغير الذي كنت أزرع فيه الخضروات!".
وشباب المقاومة في جنوب لبنان الذين وقعوا في قبضة الإحتلال الإسرائيلي بعدما تحرروا من سجونه قالوا لنا لقد عاملنا الإسرائيليون معاملة وفق القوانين الدولية لحقوق الأسير وكان الإسرائيليون يخافون من ملاحظات الصليب الأحمر الدولي وانتقاداته ونسبة التعذيب في سجونه (حين التحقيق فقط) تكاد أن تكون شيئا لا يستحق الذكر!
زرت العشرات من شباب المقاومة بعدما تحرروا من سجون الإحتلال الإسرائيلي وجميعهم قالوا لي قولًا واحدًا: "حرام شرعًا مقارنة قساوة الحياة في سجون حافظ أسد وبشار أسد وزنازينهما الوحشية الإجرامية بقساوة الحياة في سجون وزنازين الإحتلال الإسرائيلي الخاضعة لموازين القوانين الدولية للأسير بنسبة ممتازة ولا يُنكر ذلك سوى كذاب أو مريض بمرض الجهل الأعمى الذي يمنعه من رؤية حسنات عدوه الإسرائيلي وسيئات وفظائع حليفه السوري الأسدي الوحشي.
إقرأ أيضًا: من ولاية غدير خم إلى ولاية غدير قم؟!
سألت عشرات من علماء الدين الشيعة في لبنان السؤال التالي:
لو فُرِضَ عليكم السجن وخيروكم بين السجن السوري (الأسدي) أو السجن الإسرائيلي؟
جمعيهم قالوا قولًا واحدًا: السجون الإسرائيلية أحب إلى قلوبنا بمليار مرة من السجون السورية (الأسدية) الوحشية!
وأما سجون ولاية الفقيه وزنازينها في إيران وسجونها وزنازينها في الضاحية الجنوبية في دولة حزبها في لبنان فلا تختلف عن سجون وزنازين حافظ وبشار الأسد الطاغيتين!
وليس أميركا ولا إسرائيل ولا السعودية من قال بل الذي قال هو آية الله الشيخ كروبي الرئيس السابق لبرلمان دولة ولاية الفقيه ومن خواص الشخصيات القيادية التي كانت بجانب الخميني قال الشيخ كروبي: "يوجد تعذيب وحشي في زنازين ولاية الفقيه وإعتداءات جنسية بحق المتهمين في زنازين ولاية الفقيه! قال ذلك في كل الوسائل الإعلامية العالمية والإيرانية فتعرض بسبب ذلك للإقامة الجبرية إلى الآن، وشهد بالشهادة ذاتها السيد مير حسين موسوي رئيس الحكومة الإيرانية في عهد الخميني وابن خالة خامنئي وهو الآن يعيش تحت الإقامة الجبرية في طهران.
إقرأ أيضًا: هل حُبُّ الإمام عليٍّ (ع) براءة من النار؟!
ما أريد قوله في هذا المقال: "إن قساوة الإحتلال الإسرائيلي لا شيء مقارنة بوحشية أنظمة استبدادية في إيران يقودها حزب ولاية الفقيه وفي سوريا يقودها حزب الطاغوت حافظ أسد والطاغية بشار الأسد وكل حاكم وكل حزب وكل إنسان لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية فهو طاغوت عدو لله ولو كان من أهل الصلاة والصيام والعبادة؛ وكل حاكم وحزب وإنسان يؤمن بمبادئ الديمقراطية فهو حاكم عادل حبيب الله مهما كان دينه ومذهبه وفلسفته، في زمن النبي محمد (ص) كان الميزان لمعرفة العدل والظلم والتمييز بينهما متجسدا في الإسلام بينما اليوم إن الميزان لمعرفة العدل والظلم والتمييز بينهما متجسدًا في مبادئ الديمقراطية فلا يعرف اللهَ ولا العدلَ حزبٌ لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية ولو سمَّى نفسه حزب الله! ولا يعرف اللهَ ولا العدلَ حاكمٌ لا يؤمن بمبادئ الديمقراطية ولو سمَّى نفسه آية الله!