نقترب من ولادة السيد المسيح في فلسطين من ولادة رسول السلام ونحن ننزف من جرح قديم ومن حروب غير متناهية وفي لحظة تضاء فيها أشجار الميلاد على إسم الولادة وتحت أزيز الرصاص الأخرس والحيّ لقتل رُسُل السلام بعد أن قرع طبول الحرب من يدّعي الصلاة على مذبح الفداء.
يبدو أن ترامب أكثر أعداء السيد المسيح اللدودين كونه قرر الحرب التي أطفأ نارها نبيّ الله عيسى ليحيا الإنسان وباع ما تبقى من حق للديانتين المسيحية والإسلام في أرض القداسة ليهودية دموية مبتكرة غير اليهودية التي دعا اليها الأنبياء هي فرع من فروع الصهيونية التي خربت ما بناه المصلحون من أنبياء وعقلاء حرروا الانسان من نزعة وغريزة القتل وجعلوا منه نابذاً للعنف أين ما حلّ وأين ما كان.
قد تكون شجرة الميلاد وصور المسيح وأمه مريم أكثر زينة في البيت الأبيض وأكثر الأمكنة صلاة لروح المخلص وسيد القيامة ولكنها كصورة الحواريين الذين باعوا المسيح بأبخس الأثمان وجعلوا من جسده نعشاً أحاطوه بمسامير خبثهم وطافوا به قلوبهم التي سكنها شيطان من أورشاليم.
إقرأ أيضًا: فلسطين وجيش الخليفة عمر
ليست من قبيل الصدفة أن يعلن ترامب من على منبر المناسبة الكبرى وهو على قاب قوسين أو أدنى من أمّ الولادات التاريخية والاستثنائية اغتيال وطن وشعب ودين ويزف القدس إلى اسرائيل في عرس هو أشبه شيء بأبشع المآتم كونه يضع التاريخ البشري والانساني في تابوت ميت لا حياة فيه وهو يكرس في ذلك اللغة التي تسكن هذا النعش المحمول على أكف قتلة قتلوا من الأنبياء ما يكفي لوضع حد لدنيا النار والبارود وجعل الحياة جنة ونعيماً وملاذاً آمناً لكل وليد مهما كان لونه وشكله وصورته التي رسمها الله على صورته.
إنها معركة جديدة من معارك "قتلة" السيد المسيح ممن شربوا خمور المائدة وسكروا من دم الجريمة النكراء فاغتالوا فلسطين أكثر من مرة ومازالوا يقطّعون أوصالها ويمزقون ما تبقى من جسد حقيقتها وكل مزق هو وصل من أوصال المسيح الفلسطيني لذا استحال عليهم قتله وبقيّ المسيح كما هو على صورته وبقيت فلسطين على هوية أنبيائها وصورتها العربية صخرة معلقة ما بين الأرض والسماء ليقف عليها المؤمنون بالمسيح رسالة سلام من رب السلام.
لقد دق ترامب مسماراً مسموماً في نعش الولادة وكان في ذلك يهوذا الاسخريوطي بل أكثر خبثاً من ذلك الجيفة الميتة لأنه باع رسالة السيد المسيح الداعية الى السلام وذاك باع جسده ولم يستطع بيع ما أرسل من أجله اليسوع من نور ليتلف به عتمة الطغاة والجبابرة وسماسرة وتجار الهيكل.
إقرأ أيضًا: التاجر الأميركي باع القدس لإسرائيل والآخرون وقّعوا على عقد البيع
إن مسيح هذه السنة يمشي على طريق الجلجلة لا وحيداً كعادته بل وخلفه جموع من المؤمنين بالسلام ممن رفضوا ويرفضون صهينة فلسطين وجعل القدس هيكلاً جديداً للفاسدين من تجار الدين وهو يصرخ من جديد أخرجوا اللصوص من بيت الرب فهو مكان عبادة لا سوق تجارة لا مكان في فلسطين لتجار الأديان وسماسرة السلطة وعبيد الحروب و أعداء السلام.
وحدها عهد التميمي تشعل نور الولادة من مغارة السلام لتطفأ عتمة الهيكل وتصفع بطفولتها وجه الشر وتفضح اللصوص الجُدد من زبانية الحروب والتدمير وعبدة النار والبارود ممن تاجروا ويتاجرون بالانسان والمقدسات سعياً وراء الذهب والفضة التي سعى وراءها بعض الصيادين في عشائهم الأخير.