كانت تبلغ الحادية عشر من العمر عندما وقفت بكل شجاعة أمام الجندي الإسرائيلي ووبخته وصفعته، لأنه حاول اعتقال شقيقها الأصغر آنذاك، قائلة: "كبرنا في فلسطين وربينا، نحن ما منخاف"، وسألته في ذلك الوقت "لماذا تعتقل الأطفال الصغار؟"، وظلّت الطفلة حينها تصرخ في وجه الجندي دون أن يتفاعل أو يرد، مما دفعها إلى عضّه حتى تُحرر شقيقها الأصغر.
واستطاعت عهد تحرير شقيقها من الإعتقال، وتسلّمت بعدها جائزة «حنظلة» للشجاعة، عام 2012، من قِبل بلدية «باشاك شهير» في العاصمة، إسطنبول، اعترافًا بشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي.
لفتت تلك الطفلة الصغيرة أنذاك أنظار العالم بجرأتها وقوتها رغم صغر سنها، وتحدت الجنود الإسرائيليين في عدة مسيرات مناهضة للإستيطان في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله.
ويوم الإثنين الماضي، تكرر المشهد، إذ وقفت عهد البالغة حوالي 16 عامًا، في فيديو أمام جنود الإحتلال الإسرائيلي، تطردهم من ساحة منزلها، قائلة: "امشي من عندنا، اطلع من هون"، وسرعان ما انتشر الفيديو عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، إلى أن قام جيش الإحتلال صباح أمس الثلاثاء باقتحام منزل عهد، واعتقالها، و"مصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير، والإعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش البيت وقلب محتوياته"، وفق ما قال والدها عبر صفحته على الفايسبوك.
وبعد اعتقال عهد، شنّ رواد مواقع التواصل الإجتماعي حملات للإفراج عنها، ونشروا صورها وفيديوهات كثيرة لها تقف أمام الجنود الإسرائيليين، وتحول هاشتاغ #عهد_التميمي إلى ترند عبر تويتر.
وبدوره قال وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت: أنه "يجب أن تقضي تلك الفتاة سنواتها في السجن".
استطاعت تلك الفتاة في سنوات عمرها ورغم وقاحة العدو الإسرائيلي، أن تصنع لنفسها أرشيفاً في المقاومة، وأن تكون مثالاً في النضال للصغار قبل الكبار، فاعتقال عهد هو خوف إسرائيلي من جرأة فتاة فاقت شجاعتها شجاعة الكثير من الزعماء العرب المتخاذلين.