قال عدد من الخبراء إن الرجال الذين يرغبون في تأخير الأبوة يتوجب عليهم تجميد الحيوانات المنوية قبل بلوغ سن 25 عاما، من أجل مكافحة المشاكل المسببة للعقم.

وتأتي هذه التحذيرات بعد أن أشارت بعض الأرقام إلى أن عيادات الخصوبة تشهد ارتفاعا بمقدار ستة أضعاف لحالات الرجال المصابين بالعقم خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأشار البروفسور لوتشيانو ناردو، طبيب أمراض النساء الاستشاري في مجموعة الصحة الإنجابية في مقاطعة تشيشير، شمال غرب إنكلترا، إلى أن المشاكل المتعلقة بالحيوانات المنوية تمثل حوالي 5% من جميع المشاكل التي يواجهها الزوجان، وفقا لإحصاءات عام 2014، إلا أنها تمثل الآن نسبة 30%.

وقال ناردو إن عددا قليلا من الرجال يدركون أن نوعية السائل المنوي وسلامة الحمض النووي يمكن أن تبدأ في التدهور بحلول منتصف العشرينات.

ويوافقه في ذلك الدكتور كيفن سميث، وهو أستاذ محاضر في علم الوراثة، حيث يعتقد بأنه من المفضل أن يقوم الرجال الذين يبلغون من العمر 18 عاما، بتجميد حيواناتهم المنوية تحسبا لأي مخاطر في الطفرات الجينية مستقبلا.

ويدعي الباحثون أن نمط الحياة الغربي هو السبب في المشاكل المتعلقة بالحيوانات المنوية، حيث يعتبر الإجهاد والتدخين وشرب الكحول بشكل كبير وتناول الطعام غير الصحي، من أكثر العوامل مساهمة في ذلك.

وتكشف الأبحاث السابقة أيضا أن جودة الحيوانات المنوية تتأثر بالمواد الكيميائية الموجودة في الصابون والمنتجات الواقية من الشمس والبلاستيك وغيرها.

ويوضح ناردو أن الكثيرين يؤمنون بالأسطورة القائلة إن النساء فقط من يعانين من مشاكل الخصوبة، وفي كثير من الأحيان يعتقد الرجال أنهم لا يعانون من هذه المشكلات، "ولكن ذلك اعتقاد خاطئ، فقد توصلت عدة دراسات إلى أن هناك صلة حقيقية بين سن الرجال وقدرتهم على إنتاج الحيوانات المنوية ذات الجودة العالية".

وأضاف الطبيب قائلا: "في مجتمعنا يسمح للنساء بتجميد البويضات، لكنني أعتقد أن فكرة تجميد الحيوانات المنوية لدى الرجال يجب أن تصبح أكثر انتشارا".

ويمكن تجميد الحيوانات المنوية في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، لمدة تصل ما بين 10 إلى 55 عاما، إذا كان هناك احتمال بأن يصبح الرجل عقيما بسبب التدخل الطبي.

وأشار ناردو إلى أن عوامل خصوبة الرجال قد تزيد من خطر الإجهاض المبكر نظرا لأن السائل المنوي ليس جيدا بما فيه الكفاية ليضمن حملا صحيا، وأضاف أن الأزواج الذين يلجأون إلى التلقيح الاصطناعي قد يتعرضون لفشل محاولاتهم في حال كان الشريك الذكر في سن 41 عاما أو أكثر.

وتؤكد الدراسات أن الرجال الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما هم الأكثر خصوبة، وهناك 95% من بين هؤلاء الرجال ممن لديهم حيوانات منوية سليمة وليس بها أي تلف في الحمض النووي، وهذا الرقم ينخفض إلى 80% لدى البالغين 35 عاما.

هذا وقد وجدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يولدون لآباء تصل أعمارهم إلى 45 عاما فما فوق، هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية معينة فضلا عن الخطر المتزايد بالإصابة بالتوحد.