عريس جديد دفع حياته ثمنأً على طرق لبنان بعدما تربص له شبح الموت على اوتوستراد الدامور باتجاه الجنوب، خطفه من وسط عائلته وأحبابه، هو المهندس أحمد زياد مراد الذي اصيب بضربة قاتلة في رأسه نتيجة حادث سير بين دراجته النارية وسيارة، قبل ان يصطدم بعمود كهرباء ويفارق على اثرها الحياة. 

نهاية الحلم

لم يمنح العمر ابن شحيم اكثر من 25 سنة، تمكن خلالها من الحصول على شهادة في الهندسة المدنية من جامعة بيروت العربية والارتباط بفتاة في شهر آذار الماضي، كان حلمه كبيراً لكن "ويا للاسف رحل قبل ان يحقق طموحه" بحسب ما قاله قريبه صادق الأمين لـ "النهار". ويضيف "ظهر أول من أمس الأحد حصل ما لم يكن في الحسبان مع احمد، وعلى الرغم من انه كان يضع الخوذة على رأسه الا ان جسامة الضربة ادت الى مقتله"، شارحاً "بقي أحمد على قيد الحياة في اللحظات الاولى للحادث، طلب من المواطنين الذين تجمهروا حوله الاتصال بعائلته، قبل ان ينقلَ الى مستشفى منذر الحاج في الجية جسداً بلا روح".

عريس السماء

في غفلة دهم الموت عائلة مراد سالباً منها ابنها البكر على ثلاث أشقاء وشقيقتين، تاركاً مرارة في قلوبهم وقلب كل من عرفه. وبحسب ما قاله صديقه نجيب ابن شوكين لـ "النهار": "كان احمد شاباً هادئاً الى ابعد الحدود، متديناً خلوقاً، اعتاد زيارة شوكين مسقط رأس والدته حيث تمتلك عائلته منزلاً فيها، وبدلاً من ان نستقبله بالاحضان صدمنا بخبر مفارقته الحياة". وتابع "اردنا ان نزفه عريساً لكن للأسف زفَ اليوم الى مثواه الاخير حيث التحف تراب شوكين" لافتاً "لم تمنع الخوذة التي كان يضعها على رأسه من إصابته بنزيف سبب موته، فارقنا في عز شبابه، لا كلمات تصف هول مصاب افراد عائلته، نتمنى لهم الصبر والسلوان".

فقيد "الجهاد"

"المقاومة الاسلامية" نعت "فقيد الجهاد والمقاومة المهندس" بحسب ما وصفته في بيان، كما نعاه اهله واصدقاؤه في مواقع التواصل الاجتماعي، منهم من كتب "بكير يا حبيبي وين رحت وتركتنا .. الله معك ابن خالتي يا صديق طفولتي... تتذكر لما كنا نقعد سوا وتفتحلي قلبك وتاخد بنصيحتي، وشو كنت تحب الجنوب تعا رجاع لنطلع يا غالي... كنا بدنا نشوفك عريس وتصير أبو جواد، ما عم صدّق بكرا بدك تحقق حلمك وتسكن بشوكين، كسرتلنا ضهرنا يا أحمد" و"يمكن إيام بعيدي ما شفنا بعض فيها، حبيبي يا أحمد الله يرحم ترابك، فقيد العلم والجهاد أحمد مراد (جواد)".