توقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهاء الحرب ضد «داعش» في سورية في منتصف شباط (فبراير) المقبل أو أواخره، بعد حسمها في العراق. ورأى أنه بعد ذلك يجب التحدث إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
في المقابل، حمل الأسد على فرنسا، مشيراً إلى أن «يدها غارقة في الدماء السورية»، وذلك خلال استقباله نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين.
وقبل ساعات من سفر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى واشنطن لإجراء محادثات يتركز حيّز كبير منها على الوضع السوري، قال ماكرون في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد، إن «فرنسا تسعى إلى أخذ المبادرة من أجل حل سلمي في سورية». وأشار إلى أن «الأولوية هي لإزالة داعش، وبعد ذلك سيكون بشار الأسد موجوداً وعلينا التحدث معه ومع ممثليه، وأيضاً مع كل أركان المعارضة التي خرجت من سورية بسببه وهي موجودة في دول عدة في المنطقة».
وأكد الرئيس الفرنسي أن «على الجميع أن يتحاوروا من أجل البحث في مستقبل سورية»، وقال إنه «ينبغي أن يحاكم الشعب السوري الأسد على جرائم ارتكبها».
ولم يستبعد ماكرون إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، وقال رداً على سؤال في هذا الشأن: «لم أقرر ذلك بعد، وعندما أتخذ مثل هذا القرار سأشرح أسبابه».
ووصل لودريان إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر وعدد من المسوؤلين. وتوقعت مصادر تحدثت إلى «الحياة»، أن يناقش موضوع سورية خصوصاً أنه يزور طهران مطلع الشهر المقبل، حيث يناقش مع الإيرانيين «حربهم المرفوضة في سورية»، كما قال.
وأبدى الأسد «امتعاضه» لفشل جولة جنيف الأخيرة، وتحدث عن تنسيق مستمر مع الجانب الروسي تحضيراً لـ «مؤتمر الحوار الوطني» المرتقب في سوتشي مطلع العام المقبل، وأشار إلى «وضع محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وما يليها من انتخابات وغيرها»، مرحّباً بأي دور للأمم المتحدة في الانتخابات «ما دام في إطار السيادة السورية».
لكن مصدراً فرنسياً بارزاً مطلعاً على المفاوضات السورية في جنيف، قال لـ «الحياة» إن «النظام السوري أتى إلى المفاوضات بسبب ضغط روسيا عليه، لكن هذا الضغط لم يستمر حتى التوصل إلى نتائج».
ولفت المصدر إلى «تساؤلات حول الموقف الروسي الحقيقي، وهل أن الروس أرادوا تخريب مسار جنيف لمصلحة مسارهم المتوقع في سوتشي؟»، وأشار في هذا الصدد إلى قول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إنه «إذا رفض النظام السوري تقديم أي طرح في جنيف فلا يتوقع أن يعطي آخر في سوتشي». ورأى المصدر أن النظام السوري لا يريد بذل أي جهد للتفاوض مع المعارضة، وقال: «أينما تُجرَى المفاوضات يجب على الروس أن يجبروا النظام السوري على التفاوض، وينبغي أن تتعلق المحادثات بأمور ملموسة لأنها حتى الآن نظرية من دون تحديد كيفية تنظيم الترتيبات الأمنية وتفاصيل الاتفاق السياسي» التي توقع المصدر أن يقدم دي ميستورا أفكاراً جديدة حولها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ليعرضها على مجلس الأمن.