لا شك أن صهر رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، هو ظاهرة فريدة في السياسة اللبنانية، فرض نفسه أو فرضه علينا الرئيس ميشال عون إلا أنه ومن دون شك استطاع أن يثبت نفسه ويتحول إلى رقم فاعل يثير يوميا وعلى مدار الأسبوع جدلا أو فنعة او حتى صدمة للمتابع اللبناني.
يتمتع الرجل بحيوية شبابية قل نظيرها، وبحركة مستمرة أقرب ما تكون إلى حالة مرضية تعرف عند الأطفال بما يسمى " إضطرابات الحركة المفرطة "، فكثرة الحركة لا تعني أبدا بالضرورة كثرة الإنتاج ولا هي دائما مؤشر إيجابي، بالخصوص إذا ما ترافقت مع تناقضات وضياع بالرؤية فحينئذ لا بد من عرض صاحب الحالة على " حكيم ".
وبحالة جبران باسيل المهرول على غير هدى، وفي كل الإتجاهات ويخبط خبط عشواء في خضم التعقيدات اللبنانية لا بد أن يدهشنا مع كل طلة إعلامية من على منبر أو عبر تويتر إذا ما تعذر المنبر، وقد يجمع باليوم الواحد أكثر من خبطة واحدة إلى درجة أن تحولت مواقفه إلى ظاهرة صوتية مع بعض الحركات البهلوانية لا يتوقف عندها لا من قبل الحليف ولا من الخصوم.
آخر إبداعات باسيل، كانت من الصرفند وهو يتحدث عن السلام العادل والشامل مع العدو الإسرائيلي، في وقت لم تنته بعد آثار كلمته المقاومة في مؤتمر القاهرة عند جمهور الممانعة ومنحه من قبلهم وسام الجهاد والنضال، بدرجة إزالة إسرائيل من الوجود.
إقرأ أيضا : باسيل برّأ المستحيل
يخاطب اللبنانيين بالكثير من الشوفانية لأنه إستطاع وحده لا شريك له أن ينعم عليهم بالكهرباء 24/24 منذ 2015، حتى وهو يحتفل بعيد ميلاده على الشمع! موقفه المخزي أمام وزير خارجية الإمارات لا يعني عنده أنه ليس مدافع شرس عن حقوق المرأة.
هو صاحب التيار الشيعي الثالث الذي تفتقده الطائفة الشيعية وتسعى إليه وتحتاجه، لكنه حليف أول للثنائي الشيعي وأحد أهم داعمي إستئثارهم والغطاء المسيحي لسلاحهم! هو صاحب التيار السني والمدافع عن حقوق السنة ورافع الغبن عنهم ولكنه مذل رئيس أكبر كتلة نيابية سنية وتالي بيان إستقالة حكومته وهو في البيت الابيض.
عند إم نادر هي أم الكل، وإن كانت هي الحاضنة والراعية للإرهاب الأسيري، سمير جعجع هو الأخ الأكبر والحليف النهائي إلا أن هذا لا يعني أن القوات اللبنانية شريكة في السلطة أو لها أي دور بوصول الرئيس عون إلى بعبدا .
يجب الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم حق العودة ومد يد العون إلى الشعب الفلسطيني، لكن هذا لا يعني أبدا أن المرأة الفلسطينية المتزوجة من لبناني تستحق الجنسية، حفاظا على تركيبة البلد الطائفي.
هو وطني بامتياز ولا فرق عنده بين لبناني وآخر ولكن هذا لا يعني بأن المسيحيين لا يجب أن يتمتعوا بصلاحيات ونفوذ أكثر من غيرهم، والمسيحيين عنده هم مسيحيي تيار عمه طبعا
هو رئيس كتلة التغيير والإصلاح، وكل همه وشغله الشاغل هو محاربة الفساد والمفسدين وفي مقدمة هؤلاء هم أتباع الحريرية السياسية ولكن هذا لا يمنع من إقامة شراكة كاملة مع نادر الحريري وسمير ضومط .
يعمل ليل نهار من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ويلتقي من أجل تحقيق هذا الهدف السامي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، ولكن هذا لا يعني بأن يفتح معه موضوع اللاجئين ولا حتى المعتقلين اللبنانين في سوريا فهذه المواضيع ميدانها الصحيح هو المنابر والندوات والطلات التلفزيونية.
إقرأ أيضا : لا شيك على بياض لباسيل
جبران باسيل باختصار هو مجموعة تناقضات، هو العنصري والإنساني، هو الماروني المتشدد والشيعي الإنتماء ، هو المنفتح والمنغلق هو السيادي مع السلاح خارج المؤسسات هو الفقير المديون وصاحب طائرة خاصة هو اليمين واليسار هو طالب الجامعة والمقاتل بدون الحرب، هو مع القدس وضد قرار ترامب ومع تيلرسون، هو مع أفضل العلاقات مع السعودية ولكنه إيراني الهوى والتبعية، هو وزير خارجية ويفتتح مشاريع الطاقة، هو ضد التوريث السياسي ومع الإنتخابات الديمقراطية ورئيس حزب عمه بالتزكية!
في الختام جبران باسيل هذا، هو زوج شانتيل ميشال عون هو ما يطلبه المستمعون .