وقد نشرت وكالة الأناضول مقابلة مع البروفيسور بابي قال فيها إن "ترامب، "يجهل" تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ولا يعي أبدًا مدى خطورة قراره حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً إلى أن قرار ترامب بمثابة ضوء أخضر للجانب الإسرائيلي من أجل انتهاك القانون الدولي وممارسة العنف بالمنطقة".
وحول العوامل والأسباب، التي دفعت ترامب إلى اتخاذ قراره بشان القدس، قال بابي إن "ترامب يعاني في الوقت الراهن أزمات ومعارضة شديدة جدًا في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، مضيفاً: "هناك سبب آخر هام، يتمثل في جهل ترامب بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأعتقد أنه لا يملك أي معلومات أو فكرة عن تاريخ هذا الصراع، وهو لا يعي أبدًا مدى خطورة القرار والنتائج المتوقعة".
وحذر "بابي" من أن الولايات المتحدة لن تسلم من النتائج السلبية لقرار ترامب الأخير، فهي لن تكون قوة مؤثرة في مستقبل العالم بعد هذه الحادثة التي تعدّ بمثابة قنبلة جديدة على النظام العالمي الفاسد أصلًا.
وشدّد المؤرخ الإسرائيلي على أن احتمالية تحقيق نتيجة إيجابية من مباحثات السلام الجارية بين فلسطين و"إسرائيل"، بوساطة أميركية، "لم تعد موجودة"، كما أن نموذج حل الدولتين فقد مصداقيته أيضًا.
واتهم "بابي" إسرائيل بتحويل فلسطين إلى مستعمَرة، مبينًا أن نموذخ حل الدولتين فشل منذ وقت بعيد من خلال المستوطنات الإسرائيلية والانتهاكات القانونية، فضلًا عن العنف المُفرط الممارس ضد الفلسطينيين.
وتوقع أن يؤدي قرار ترامب بشأن القدس إلى انتفاضة ستشمل العالمين العربي والإسلامي، ولن تقتصر فقط على الداخل الفلسطيني، وأن نتائج القرار ستكون وخيمة للغاية خلال المرحلة القادمة، مضيفاً: "علينا، قبل كل شيء، إقناع المجتمع الدولي بأن إسرائيل دولة احتلال، وأن نقنع الدول الغربية بضرورة مقاطعة إسرائيل وممارسة الضغوط عليها".
المؤرخ الإسرائيلي، دعا أيضًا إلى إيجاد حل يمنع تحويل فلسطين إلى مستعمرة إسرائيلية، والانتقال إلى نموذج ديمقراطي، لافتًا إلى عدم وجود عقوبات أو مواقف جدّية ضد انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي منذ تأسيسها.
وأعرب عن اعتقاده في أن منظمات المجتمع المدني هي التي ستجد الحل المناسب، أكثر من المنظمات الدولية، داعيًا تلك المنظمات إلى ممارسة الضغوط على حكومات الدول التي تنشط فيها، مضيفاً: "أنا واثق جدًا، وكونوا أنتم على ثقة أيضًا، بأننا سنتخلّص حتمًا في المستقبل من ترامب وإسرائيل".
وينتمي إيلان بابي لتيار المؤرخين الجدد، الذين قاموا بإعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي وتاريخ الصهيونية، وقد تعرض للكثير من النقد في "إسرائيل" بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية في عودة اللاجئين ومقاومة الاحتلال.
ويعتبر إيلان بابي من أبرز دعاة حل الدولة الواحدة للقضية الفلسطينية، كما أنه من مؤيدي مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية.