هناك على طريق فرعيّة مؤدّية إلى منطقة بحنّس، أوقف "الصديق الجديد" سيّارته. اقترب من الفتاة التي كانت ترافقه محاولًا تقبيلها. دقائق معدودة حتّى تحوّلت المركبة إلى "ساحة معركة" لم تكن لتنتهي إلّا مع "إعلان الإصابة بمرض السيدا".
فصول هذه القضية كشفها حكم قضائي صدر عن محكمة الجنايات في جبل لبنان جاء فيه أنّ المدّعية "ر" تعرّفت بالمتهم "ألفريد.م" في إحدى المناسبات الدينيّة فأُعجب بها، واستحصل على رقم هاتفها من إحدى صديقاتها. راح "ألفريد" يتّصل بها ويحاول التقرّب منها إلى أن دعاها على العشاء فوافقت.
التقى "الصديقان الجدد" في محلّة انطلياس. هناك طلب الرجل من الفتاة أن تركن سيّارتها وتصعد معه في سيّارته لأنّ الطريق المؤدّي إلى المكان المقصود في منطقة برمّانا وعرة. استجابت الصديقة لطلب صديقها وتوجّها معاً إلى أحد المطاعم حيث تناولا العشاء .
بلغت الساعة التاسعة مساء حين همّا بالخروج من المطعم، فأخبرها "ألفريد" أنّه يرغب بتعريفها على أهله، وتوجّه بها إلى بلدة بحنّس سالكًا طريقًا ترابيّة، فدخل أحد الأحراج حيث أوقف السيّارة وأطفأ محرّكها وأمسك برأس المدّعية وراح يقبّلها بالقوة. صرخت الفتاة رافضة ما يحصل، إلّا أنّ المتهم ضربها ودفعها تجاه باب السيّارة ورمى بجهازها الخلوي نحو المقعد الخلفي. ثوانٍ قليلة حتّى قفز نحو مقعدها ونام فوقها ولمّا مانعته، قال لها أنّه يستطيع أن يمارس الجنس معها بالقوّة وبإمكانه قتلها من دون أن يطلب منها حتّى ممارسة الجنس. أيقنت الصبيّة أنّ السائق ينوي اغتصابها، ولكي تتخلّص منه إدّعت أنّها مصابة بمرض "السيدا" فأفلتها.
تمكّنت "ر" من استرداد هاتفها الخلوي، فتحت باب السيارة، ركضت على الطريق الترابية داخل الحرش خوفًا من أن يعمد إلى اللحاق بها بسيّأرته. وصلت إلى مكان مرتفع ومن شدّة خوفها رمت بنفسها فأصيبت بكسور. تناولت هاتفها واتصلت بشقيقها وبالطوارئ التابعة لقوى الأمن الداخلي مستغيثة، فيما غادر المتهم بسيارته ليتمّ العثور عليها بعد 3 ساعات من البحث من قبل الصليب الأحمر وقوى الأمن والجيش وتمّ نقلها إلى المستشفى للمعالجة.
تقرير الطبيب الشرعي ذكر أن المدّعية أصيبت بكسر في الفقرة الأولى والثالثة وكسور مختلفة وجروح ورضوض متعددة استوجبت تعطيلها عن العمل لمدة أربعة أشهر.
لدى الإستماع إليها، أكدت "ر" على الوقائع المذكورة مشيرة إلى أنها عندما أخبرت "ألفريد" أنها مصابة بـ"السيدا" شكّل الامر رادعاً له، لكنّه ضربها على رأسها وراح يضربها أكثر كلّما كانت تصرخ وتردعه، مؤكّدة انّه لم يحاول نزع ثيابها ولم يحصل أي اتصال جنسي بينهما.
وتبيّن ان للمتهم (أوقف بعد أيام من الحادث) أسبقيات عديدة في جرائم الإغتصاب والتعدّي بالقوة وسبق له أن تحرّش بفتاة قاصر. وباستجوابه قال أنّ المدعية رافقته برضاها، ولمّا حاول تقبيلها انفعلت ونزلت من السيارة ثمّ ذهبت سيرا على الأقدام فناداها لتعود كي يوصلها إلى سيارتها فرفضت وتركته وانصرفت.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو قضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات بالمتهم وغرّمته 50 مليون ليرة لبنانية كتعويض عن العطل والضرر اللاحق بالمدعية التي خضعت لعدّة عمليات جراحيّة من جراء الحادث.