وافق النواب الأميركيون في مجلس النواب على مشروع قانون يشدد المراقبة والفحص من قبل الكونغرس على مبيعات الطائرات الأميركية إلى إيران، يلزم وزارة الخزانة بأن تؤكد كل ستة أشهر أن الصفقات لن تعود بالنفع على جهات إيرانية تقوم بنقل مواد أسلحة الدمار الشامل.
لم تصمد أقلية ال 167 نائبا مقابل أغلبية 252 صوتا ليمر المشروع ويحول إلى قانون.
واستند الكونغرس إلى تقارير تفيد بأن إيران تستخدم طائراتها المدنية لنقل الأسلحة والجنود إلى سوريا ومناطق النزاع في المنطقة. وأعطت تلك التقارير معلومات دقيقة عن رحلات لخطوط الطيران الإيرانية (Iran Air) تنطلق من مطار الإمام الخميني بطهران إلى دمشق من دون أن يتم عرض البطاقات للبيع ، وهذا يدل على أن تلك الرحلات هي عسكرية. إن رقم الرحلات المحددة التي تشير إليها التقارير الأميركية صحيحة ولكن هناك مجموعة من الأسئلة تتجاهلها تلك التقارير.
إقرأ أيضًا: الكونغرس يعيد كرة الإتفاق النووي إلى ملعب ترامب
أولا - يجب الفصل بين الخطوط الجوية الوطنية الإيرانية وتلك الخطوط التابعة للعسكر في إيران التي أخذت على عاتقها مهمة نقل السلاح والمسلحين إلى سوريا.
ثانيا - بضعة رحلات للخطوط الجوية الإيرانية إلى سوريا التي تشير إليها التقارير الأميركية لا تتناسب مع حجم التواجد الإيراني في سوريا وإذا كانت الخطوط الجوية الحكومية تقوم بتلك المهمة لكان عدد رحلاتها تفوق 4 أو 5 أسبوعيا ولكن كما تقول التقارير هي رحلات قليلة جدا.
ثالثا - إيران ترسل مساعدات بشرية إلى المدنيين في سوريا عبر الطائرات المدنية التي تملكها الخطوط الجوية الإيرانية وهذا ليس خافيا على العيون الأميركية التي تتمكن من مراقبة تفاصيل ما يجري في مطار دمشق. و كان الحصول على تلك المعلومات في غنى عن التقارير المخابراتية لأن التلفزيون الإيراني الحكومي غطى تلك الرحلات وأهدافها وكيفية وصول المساعدات إلى المدنيين في حلب ودير الزور وغيرهما.
رابعا - إن الأجهزة المخابراتية الأميركية تعرف جيدا بأن الخطوط الجوية الإيرانية لا تستخدم سماء سوريا في رحلاتهاإالى بيروت، بالرغم من أنه أقصر الطرق، حيث لا تعتبره طريقا آمنا وتقتصر رحلات الخطوط الجوية الإيرانية إلى سوريا على نقل المساعدات والأدوية.
وأما الخطوط الجوية غير الحكومية فإن لديها رحلاتها على مدار السنة ولا صلة لها بالخطوط الجوية الوطنية الإيرانية ( Iran Air).
لا شك في أن الفرق بين تلك الخطوط ومهامها واضح عند الأجهزة المعنية الأميركية ولكن لديها مهمة أساسية وهي إحباط مفاعيل الإتفاق النووي ومنع إيران من جني ثماره.