في هذا السياق قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين نقلًا عن صحيفة "الحياة" إن على وفد المعارضة أن يضم الى جدول أعماله نقاطًا مهمة، من بينها إعلان الجاهزية لمحاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة، ودعم وقف القتال وإنشاء مناطق خفض التوتر، كما أكد أن الوفد حمل إلى جنيف موقفًا لا يمكن وصفه بالتفاوضي عندما أعلن ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد مع بدء المرحلة الإنتقالية.
وبدوره، طالب السفير وفد المعارضة بالإمتناع عن استخدام تعبير وفد النظام، عند الإشارة إلى وفد الحكومة السورية، وشدد على أن "موسكو لا ترى تناقضًا أو تضاربًا بين مساري جنيف، برعاية الأمم المتحدة، وسوتشي الذي دعا إليه الرئيس فلاديمير بوتين، ويأمل بعقده مطلع العام المقبل"، وأشار إلى أن "التصريحات التي تتحدث عن أن سوتشي يقوّض جنيف... عبارة عن تخمين ومحاولة لعرقلة تنظيم المؤتمر"، موضحًا أن "سوتشي للحوار الوطني السوري يهدف إلى إعطاء زخم إيجابي لمسار جنيف، مثلما فعل مسار آستانة"، وزاد: "ينبغي القول: سوتشي وجنيف... وليس سوتشي أو جنيف"، وشدد على أن "سوتشي يصبح بعد فشل جنيف فرصة لا تفوت".
من جهته، حمّل بورودافكين خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة، وفد المعارضة مسؤولية فشل المفاوضات، مشددًا على أن المشكلة الأساسية تكمن في استمرارها بطرح شروط مسبقة على الحوار، خصوصًا مطلبها رحيل الأسد، وأكد أن إنجاح المحادثات يتطلب أولًا إدراك المعارضة ومموليها ضرورة استبعاد مطالب، كمغادرة الأسد من أجندتهم.
في موازاة ذلك تضيف الصحيفة أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أعلن "أن دحر الإرهابيين في سوريا يمهد لتسوية تقوم على الحوار بين السوريين على أساس القرار الأممي 2254"، وأوضح أن "نجاح روسيا والحكومة السورية في القضاء على داعش مهد للإنتقال إلى المرحلة الثانية للصراع، وهي التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 2254"، وأشار إلى أن "التحضيرات جارية لسوتشي، وأن جدول الأعمال يتضمن إعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة برعاية الأمم المتحدة وحل القضايا الإنسانية ووضع برنامج شامل لإعادة إعمار البلاد"، وحض المعارضة على التفكير بإضافة نقاط مهمة إلى أجندتها التفاوضية، بما في ذلك التعبير عن دعمها وجاهزيتها للمشاركة في الصراع المشترك ضد ما تبقى من تنظيمات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة في الأراضي السورية، والفصائل المسلحة الأخرى المتواطئة مع التنظيمين الإرهابيين ودعاها إلى دعم الجهود المبذولة لوقف العمليات القتالية وإنشاء مناطق خفض التوتر، موضحًا: "ينبغي أن تؤكد المعارضة في بياناتها ووثائقها بكل وضوح عدم رؤيتها أي حل عسكري في سورية وحرصها على العمل على التسوية السياسية"، وزاد: "لو وصلت المعارضة بهذه المواقف إلى جنيف، لكان من الممكن باعتقادي إجراء اتصالات مباشرة بين الطرفين والمضي نحو إحراز تقدم في المفاوضات".